ومتى ما انقضت أجاري طرف
مات إلا صيامه في المصام ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
وقضيت الرضاع من درة الكر
م لتجريم أربعين تمام
وهكذا في الخمسين والخامسة والخمسين والستين، كأنه عابر طريق يحصي ما عبر منها وما بقي له أن يعبر، وما وخط الشيب شعره حتى آلى له من البداءة «يمينا لأخفينك جهدي»، ووالى إخفاءه بقية عمره، وأخفى الصلع حين أصابه في شبابه كما أخفى المشيب، فكان لا يرى في مكان إلا لابسا عمامة، وعز عليه أن يمنى بهذا التشويه في نظره، وهو الذي أولع بكل تشويه يتضاحك به، ويفتن في تمثيله، ويغرق أصحابه في المزح والدعابة، فلزم العمامة لا يخلعها، وأخفى سر ذلك عن جلسائه وجليساته، فكان أثقل شيء عليه أن يتعرض متعرض لهذا السر المصون!
يا أيها السائلي لأخبره
عني: لم لا أراك معتجرا؟
أستر شيئا لو كان يمكنني
تعريفه السائلين ما سترا
ومن عيره هجاه وقال فيه:
Unknown page