وفي وإلا ما نواح الحمائم؟
وعني أثار الرعد صرخة طالب
لثأر وهز البرق صفحة صارم
وما لبست زهر النجوم حدادها
لغر ولا قامت له في مآتم
ثم هو يميل إلى المعتضد يمدحه وإن له في مدحه لمذاهب، فهو يترضاه وهو يظهر للمعتمد خضوعه مهما يفعل به المعتضد، وهو يمدح الأب لابنه عالما أن مدح الجريح لجارحه يعلي من شأن المادح، فهو يتقرب من نفس الابن ويرضي فيه حبه لأبيه ويبدي مشاركته له في هذا الحب؛ يقول ابن عمار عن المعتضد:
أبى أن يراه الله إلا مقلدا
حميلة سيف أو حمالة غارم
وتصل القصيدة إلى المعتمد فيبكي مع الغمائم الباكية ويكاد ينوح مع الحمائم لولا الرجولة والشهود، ويعلم من الرسول أين مكان ابن عمار فيصل بكل ما يستطيع أمير صديق أن يصل، ويعود الرسول يحمل إلى ابن عمار المال خير دليل على حب مقيم وصداقة ما زالت أصيلة الجذور في نفس المعتمد، يعلم الله وحده مدى ما تأدت إليه في نفس ابن عمار. ويعود ابن عمار فيكتب شعرا جديدا يبدؤه بغزل رائع ويرسل بالقصيدة:
جاء الهوى فاستشعروه عاره
Unknown page