أقول: الذين حرقهم علي -إن صح التحريق ابتداء(1)- هم مرتدون لا يدعون الإسلام كما ذكر الشيخ، ولم يصح ما اشتهر في كتب العقائد من أنهم كانوا يؤلهون عليا إنما صح في البخاري أنهم مرتدون أو زنادقة، (اللفظان وردا في البخاري)، وإن صحت الرواية التي فيها أنهم اعتقدوا في علي الألوهية، فالحجة على الشيخ أعظم لأنهم بهذا لا يدعون الإسلام، وإنما جعلوا عليا إلها وهذا كفر بإجماع المسلمين وبالنصوص الشرعية.
ثم نرى الشيخ اختار أنهم (اعتقدوا في علي مثل اعتقاد الناس في شمسان..)!! وهذا لم يرد مطلقا بمعنى لم يرد في روايات الذين حرقهم الإمام علي أنهم يغلون فيه فقط ذلك الغلو المقترن بالإقرار بأركان الإسلام!! وإنما تركوا الإسلام كله فهل يريد الشيخ أن يوهمنا أن هؤلاء الذين قتلهم الإمام علي كهؤلاء الصوفية الذين يخلطون عباداتهم بنوع من الغلو والتوسل بالصالحين وما إلى ذلك؟!.
الملحوظة السادسة والعشرون:
أيضا قوله ص50 عن الفاطميين (بنو عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس.. فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وأن بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين).أه .
أقول: وهذا أيضا غير صحيح فالحرب بين الأيوبيين والفاطميين حرب سياسية بحتة لا دخل للدين بها.
وكانت البدع يومها في كل مكان في دولة بني العباس في العراق وتحت حكم صلاح الدين في مصر والشام وعند الفاطميين في مصر.. الخ كان الوضع في العالم الإسلامي يومها كالوضع في عهد الشيخ محمد تماما!.
Page 62