وهو في الديانة المسيحية دور عامل فعال لا ينفصل من حكمة الوجود كله.
وهو في الديانة الإسلامية دور عامل فضولي مرذول يختلس ويروغ، ويخذل فريسته بالنية الخفية والعمل المكشوف .
على مسرح الخلق دور الشيطان في الديانة العبرية دور «النكرة» الذي ينوب عنه كل نكرة مثله؛ إذ ليس بين الشيطان والملك طريق مفترق ولا عمل منقسم، وليس بين الإله الذي يعبدونه والإله الذي يعبده سواهم خلاف في الرضى والغضب، ولا في النعمة والنقمة غير الخلاف بين النظراء في السلطان.
أما المسيحية فدوره فيها على مسرح الخليقة دور الشرير في قصة الخلق كله؛ إذ كان قوام الخليقة سجالا بين الخطيئة والكفارة أو الغفران، فلولا غواية الشيطان لم يسقط آدم، ولولا سقوط آدم لم تكن به ولا بذريته حاجة إلى الخلاص من طريق الفداء.
وليس في الإسلام ذنب يرثه أحد من أبيه، أو يورثه لبنيه، فغواية الشيطان لا تخلق الخطيئة ولا تعفي منها، وشوكة الشيطان لا تحمي أحدا، ولا هو يسخرها لحماية أحد، وحدود التبعات واضحة حيث يعمل الشيطان وحيث لا يعمل، فهو لا يحمل عن شريك من شركائه تبعة وزر من أوزاره، ولا يداري حماقة الغافل الذي ينقاد إليه.
وفي القرآن الكريم يحمل آدم وحواء تبعة الخطيئة على عملهما بغواية الشيطان:
قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
وكلما ذكرت في القرآن الكريم غواية إبليس ذكر معها أنه ما كان له عليهم من سلطان:
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان .
ولذلك تقول الشياطين لمن يرجع إليها بذنبه:
Unknown page