ذلك هو رأي الأديب العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي، ومجمله أن الشيطان هو الإنسان الذي يخدع غيره لغاية من غاياته:
لا يخدع المرء إنسانا لغايته
إلا إذا كان ذاك المرء شيطانا
وأما الشياطين والعفاريت فقد حدث الكتاب الكريم في ذكرها، وأخطأ المفسرون - كما قال - في حساب الملكين:
غير أني أرتاب من كل ما قد
عجز العقل عنه والتفكير
لم يكن في الكتاب من خطأ كلا
ولكن قد أخطأ التفسير
فهذا المطلب على حداثته في الأدب العربي قد أحيط من جوانب متعددة، وهو - ولا شك - لا يساوي نظائره الأوروبية في استفاضتها، ولكنه يساويها في طبقتها إذا أسقطنا من أدب الغرب ما استعاره من قصة الخليقة، وما كان لهذه القصة من القداسة الدينية التي لم يخلقها ابتكار الشعراء والأدباء.
في العصر الحاضر
Unknown page