44

Ibhāj al-muʾminīn bi-sharḥ Minhāj al-sālikīn wa-tawḍīḥ al-fiqh fī al-dīn

إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين

Editor

أبو أنيس على بن حسين أبو لوز

Publisher

دار الوطن

Edition

الأولى

Publication Year

1422 AH

Publisher Location

الرياض

والمسنون: ضده.

والمباح: وهو الذي فعله وتركه على حد سواء

ويجب على المكلف أن يتعلم منه كل ما يحتاج إليه في عباداته ومعاملاته وغيرها. قال ﷺ: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) متفق عليه(١).


والمسنون: ضده، ويعبر عنه بالمستحب، أي: ما أثيب فاعله ولم يعاقب تاركه، فالذي يفعله احتسابًا يثيبه الله؛ حيث إنه تقرب إليه بشيء محبوب، والذي يتركه لا تهاونًا؛ بل يتركه لعدم القدرة، أو لعدم المناسبة لا يعاقب.

والمباح: هو الذي استوى فعله وتركه، ويأتينا أيضًا في بعض المعاملات أنها مباحة، فمثلاً يقال: يباح عَدَّ الآي في القراءة في الصلاة، ويباح التسبيح بالمسبحة، ويباح كذا وكذا.

قوله: (ويجب على المكلف أن يتعلم من الفقه كل ما يحتاج إليه ... إلخ):

المكلف: هو البالغ العاقل من نوع الإنسان، وتكليفه إلزامه بالأوامر الشرعية ليفعلها، والمحرمات ليتركها. والفقه: هو معرفة الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية كما ذكر المؤلف، وهو في اللغة الفهم والإدراك كما قال تعالى عن موسى: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّنْ لِسَانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه: ٢٧، ٢٨] وتعلمه هو تفهمه وتعقله ومعرفة الأحكام وأدلتها ومصالحها.

وحيث إن المكلف مأمور ومنهي، وأنه يترتب على امتثاله الثواب وعلى تركه العقاب، لا جرم وجب عليه أن يتعلم جميع الواجبات الدينية في الأصول

(١) رواه البخاري رقم (٧١) في العلم. ومسلم رقم (١٠٣٧) في الزكاة. عن معاوية رضي الله عنه. ورواه الترمذي رقم (٢٦٤٧) في العلم، عن ابن عباس رضي الله عنه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

44