وذلك أن ابن نوح كان ممن سبقت له من الله الشقوة وكتب في ديوان الضلال الأشقياء فما أغنت عنه نبوة أبيه ولا شفاعته فيه فنحمد ربنا أن خصنا بعنايته وابتدأنا بهدايته من غير شفاعة شافع ولا دعوة داع وإياه نسأل أن يتم ما به ابتدأنا وأن يمسكنا بعرى الدين الذي إليه هدانا ولا ينزع منا صالحا أعطانا $ & الباب الثاني في ذكر ما أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه أرسل المرسلين إلى الناس يدعونهم إلى عبادة رب العالمين ثم أرسل الشياطين على الكافرين تحرضهم على تكذيب المرسلين ومن أنكر ذلك فهو من الفرق الهالكة &
قال الشيخ وفرض على المسلمين أن يؤمنوا ويصدقوا بأن علم الله عز وجل قد سبق ونفذ في خلقه قبل أن يخلقهم كيف يخلقهم وماذا هم عاملون وإلى ماذا هم صائرون فكتب ذلك في اللوح المحفوظ وهو أم الكتاب ويصدق ذلك قوله عز وجل
ﵟألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسيرﵞ
يقول أحصى ما هو كائن قبل أن يكون فخلقهم على ذلك العلم السابق فيهم ثم أرسل بعد العلم بهم والكتاب الرسل إلى بني آدم يدعونهم إلى توحيد الله وطاعته وينهونهم عن الشرك بالله ومعصيته يدلك على تصديق ذلك قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم
ﵟوما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدونﵞ
Page 267