185

Husn Uswa

حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة

Investigator

د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٠١هـ/ ١٩٨١م

Publisher Location

بيروت

خَالَاتك) أَي نسَاء بني زهرَة ﴿اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَك﴾ هَذَا إِشَارَة إِلَى مَا هُوَ الْأَفْضَل وللإيذان بشرف الْهِجْرَة وَشرف من هَاجر أَي أحللن لَك زَائِدا على الْأزْوَاج اللَّاتِي آتيت أُجُورهنَّ على قَول الْجُمْهُور أخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن جرير وَالطَّبَرَانِيّ وَغَيرهم عَن أم هَانِيء بنت أبي طَالب قَالَت خطبني رَسُول الله ﷺ فاعتذرت إِلَيْهِ فعذرني فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة فَلم أكن أحل لَهُ لِأَنِّي لم أُهَاجِر مَعَه كنت من الطُّلَقَاء وَفِي الْبَاب رِوَايَات وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ حرم الله عَلَيْهِ سوى ذَلِك من النِّسَاء وَكَانَ قبل ذَلِك ينْكح أَي النِّسَاء شَاءَ لم يحرم ذَلِك عَلَيْهِ وَكَانَ نساؤه يجدن من ذَلِك وجدا شَدِيدا أَن ينْكح أَي النِّسَاء أحب فَلَمَّا نزلت الْآيَة أعجب ذَلِك نساؤه ﴿وَامْرَأَة مُؤمنَة﴾ هَذَا يَد على أَن الْكَافِرَة لَا تحل لَهُ فجوز لنا نِكَاح الْحَرَائِر الكتابيات وَقصر هُوَ ﷺ على الْمُؤْمِنَات وَأما تسريه بالأمة الْكِتَابِيَّة فَالْأَصَحّ فِيهِ الْحل لِأَنَّهُ ﷺ استمتع بأمته رَيْحَانَة قبل إِن تسلم كَذَا فِي الْمَوَاهِب وَكَانَت يَهُودِيَّة من سبي قُرَيْظَة وَمِمَّا خص بِهِ أَيْضا يحرم عَلَيْهِ نِكَاح الْأمة وَلَو مسلمة ﴿إِن وهبت نَفسهَا للنَّبِي﴾ أَي مَلكتك بضعهَا وَأما من لم تكن مُؤمنَة فَلَا تحل لَك بِمُجَرَّد هبتها نَفسهَا لَك وَلَكِن لَيْسَ ذَلِك بِوَاجِب عَلَيْك بِحَيْثُ يلزمك قبُول ذَلِك بل مُقَيّد بإرادتك وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى ﴿إِن أَرَادَ النَّبِي أَن يستنكحها﴾ قيل إِنَّه لم يكن عِنْده مِنْهُنَّ شَيْء وَقَالَ قَتَادَة كَانَت عِنْده مَيْمُونَة بنت الحارس وَقيل هِيَ زَيْنَب بنت خُزَيْمَة الْأَنْصَارِيَّة أم الْمَسَاكِين وَقيل أم شريك بنت جَابر الأَسدِية وَقيل هِيَ أم حَكِيم السلمِيَّة وَعَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَت خَوْلَة بنت حَكِيم من اللَّاتِي وهبْنَ أَنْفسهنَّ للنَّبِي ﷺ فَقَالَت عَائِشَة ﵂ أما تَسْتَحي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا للرِّجَال فَلَمَّا نزلت ﴿ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْك من تشَاء﴾

1 / 199