132

============================================================

(132) ذلك لا يفضي الى ملال واذا لم يكن حسن حديتها الذي يسحر الالباب مما ل يحل فليس في الحديث سحر حلال * ثم نقلته الى وصف البلاغة فقلت * البلاغة تسحر الالباب حتى تخيل العرض جوهرا وتخيل الهواء المدرك بالسمع الانسجامه وعذوبته في الذوق نهرا لكنه سحر لم يجز قتل المسلم المتحرز فنتاول في حله واذا كان من الحديث ما هو عقلة للمستوفز فهذا انشوطة نشاط البليغ الاوا حل عقال عقله * ونقلته الى وصف الكتابة فقلت * خطه شرك العقول وفتنة تشغل الناظر بملاحة المرئى المكتوب عن فصاحة المسموع المنقول ولو لم يكن البيان سحرا لما تجسدت منه في طرسه هذه الدرر ولو لم يكن بعض السحر حلالا لما انجلى ظلام النفس عما يهتدي به من هذه الاوضاح والغرر * وقد نوعتة لك من حل هذا اليت ما يدلك على انه لا حجر عليك في نقل المحلول الى أي معنى شئت اذا دفعت الى ذلك في الكتابة ووضعت في كل مكان ما يناسبه اذا كان لك ذهن متصرف وملكة مطاوعة ولا ينبغي ان تعتمد في جميع كتابتك على الحل فيتكل خاطرك على ذلك ويذهب رونق الطبع السليم وتقل مادة الانسجام بل يكون استعمال ذلك كاستعمال البديع اذا اتى عفوا من غير تكلف ليكون مثل الشاهد على صحة الكلام والدال على الاطلاع وكالرقم في الثوب والشذرة فى القلادة والواسطة فى العقد اذ لا ينبغي ان تخلي كلامك من ال نوع من انواع المحاسن ويقرب من ذلك نوع يسمى التلميح وقد تقدم في بعض ابواب البديع ومرادي أن اشير الى ما يقع استعماله فى مثل ذلك وهو مثل قول الحريري وانى والله لطالما لقيت الشتاء بكافاته واعددت الاهب له قبل موافاته ي شير الى بيتي ابن سكره * جاء الشتاء وعندي من حوانجه * وهي مشهورة ومنه قول ابى بكر بن عبدون فى خمرة كانت غدوة طيبة المذاق ثم غدت عشية خلا الا في سبيل اللهو كاس مدامة * آثتنا بطعم عهده غير ثابت حكت بنت بسطام بن قيس صبيحة * وراحت كجسم الشنفري بعد ثابت اراد صهباء بنت بسطام بن قيس واراد قول الشنفري يرتى خاله تأبط شرا وهو ثابت بن جابر ابن سفيان

Page 132