68

هذا يوم زرود الأول ، وهناك يوم زرود الثاني ، وهو لبني يربوع على بني تغلب. ذكر النويري (1): أنه أغار خزيمة بن طارق التغلبي على بني يربوع وهم بزرود ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم انهزمت بنو تغلب ، واسر خزيمة بن طارق ، أسره أنيف بن جبلة الضبي ، وهو فارس السليط ، وكان يومئذ نفيلا (2) في بني يربوع ، وأسيد بن حناءة السليطي فتنازعا فيه ، فحكما بينهما الحارث بن قراد ، فحكم بناصية خزيمة للأنيف على أن لأسيد على أنيف مئة من الإبل. قال : ففدى خزيمة نفسه بمئتي بعير وفرس. قال أنيف :

أخذتك قسرا يا خزيم بن طارق

ولاقيت مني الموت يوم زرود

وقال ابن الكليحة اليربوعي (3): وكانت كلمت فرسه فتراخت به حتى إذا أسره أنيف دونه :

تدارك أرخاء العرارة دونها

وقد جعلتني من جذيمة أصبعا

وفيها يقول :

فقلت لكأس ألجميها فإنما

حللنا الكثيب من زرود لنقرعا

ذكر ابن بليهد (4) قال : زرود هو مشهور على اسمه إلى هذا العهد لم يتغير منه حرف واحد ، هو في وسط رمال عالج ، وهي محيطة به من كل جانب ، وطرقه صعبة المنافذ ، وفي الجهة الجنوبية منه جبلان من رمل يقال لهما : الشامات ، وفيهم

Page 68