ويتفرع منها نهر العلقمي هذا من نهر الفرات الذي كأن يجري من أعالي الأنبار إلى بابل في نقطة تقع شمال نينوى. قال شيخنا المظفري (1): كانت قرية مسكونة ، وأراد الحسين (عليه السلام) النزول بها عندما قال للحر : «دعنا ننزل القرية يعني نينوى أو هذه يعني الغاضرية أو هذه يعني شفية ». فأجابه الحر : هذا رجل قد بعث عينا علي ... إلخ. وذكر الشيخ الطوسي ، وتابعه الشيخ النوري : أنها قرية إلى جنب حائر الحسين (عليه السلام)، ولكن الشيخ المفيد (ره) يذكر أن نزول الحسين (عليه السلام) بنفس نينوى ، وإنه لم ينزل القرية العامرة. وذكر الطبري (2) قال : حتى انتهوا إلى نينوى ، المكان الذي نزل به الحسين (عليه السلام)، وهي تمتد من أراضي السليمانية اليوم إلى سور بلدة كربلاء المعروف (بباب طويريج) اليوم ، كما تمتد الغاضرية من سور كربلاء من الموضع المعروف (بباب الحسينية) إلى قرب مرقد (عون)، أو إلى (خان العطيشي). ونينوى هي اليوم الموضع المعروف (بباب طويريج) شرقي كربلاء كما حققها وأثبتها العلامة المظفري ، وحتى ناقش بإثباته وتحقيقاته سيدنا الحجة الشهرستاني (أيده الله)؛ إذ قال : إنها السدة الهندية اليوم ، وربما تكون هي أقرب المواضع إلى مصرع الحسين (عليه السلام). وفي حديث أبي بكر بن عياش : أنه خرج من قنطرة الكوفة حتى انتهى إلى نينوى ، وقد ذكرها الشعراء بمراثيهم منها قول بعضهم يصف أصحاب الحسين (عليه السلام):
ومذ أخذت في نينوى منهم النوى
ولاح بها للغدر بعض العلائم
ولشيخنا المظفري مطلع قصيدته ذكر نينوى ، قال :
قف على نينوى وحيي رباها
بقعة شرفت فطاب ثراها
Page 127