34
ثم تتوالى الروايات، عن بعض رجال من بني مازن لا نعرف من هم تحديدا. عن أبي داود المازني، أنه قال:
إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري.
35
فهذا رجل يقتل في المعمعة، وسط سيوف عديدة متشابكة ورماح تطير ونبال تئز وغبار وسنابك خيول، ورءوس تغطيها الخوذ، وأجساد مدرعة بالدروع، ويقول المازني أن غيره قد قتل القتيل، لكن هذا الغير «القاتل» بمجهوليته في المعمعة يتم التقاطه ليصبح أحد الملائكة، ليؤكده قول أبي إمامة لولده:
يا بني، لقد رأيتنا يوم بدر، وإن أحدنا يشير بسيفه إلى المشرك، فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف.
36
وتتتالى الروايات التي عادة ما يشار إلى روايتها بالقول: قال رجل كذا وكذا، أو عن رجل من بني كذا، ومثلها قول ابن عباس:
بينما رجل من المسلمين يومئذ، يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم (وحيزوم هو فرس الملاك جبريل)، إذ نظر المشرك أمامه فخر مستلقيا، فنظرنا إليه فإذا هو خطم من أنفه، وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك جميعا، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فقال: صدقت، ذلك مدد من السماء الثالثة.
Unknown page