وفي الوادي، ذهب «حكيم» بنداء «عتبة» إلى «أبي الحكم»، فكان رده غير الحكيم:
انتفخ والله سحره حين رأي محمدا وأصحابه، كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، لكنه رأى أن محمدا وأصحابه أكلة جزور، وفيهم ابنه، فتخوفكم عليه.
4
وكان أبو الحكم يقصد «أبا حذيفة بن عتبة»، وهو مهاجر مع أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم ، بعد أن فرقت الأممية الجديدة بين الأب وابنه، والأخ وأخيه، في ولاء جديد، وإيمان جديد. ويكفي مثالا لذلك أن نعلم أن «أم أبان بنت عتبة بن ربيعة»، كان لها أربعة أخوة وعمان، كل منهم حضر بدرا، اثنان من إخوتها مسلمان، واثنان مشركان، وواحد من عميها مسلم، والآخر كافر.
5
وفي شروح السيرة، نعلم أن عبارة «أبي الحكم» بشأن «عتبة»: «انتفخ والله سحره» تقال للجبان،
6
وكان الرد الطبيعي من الشيخ الجليل على من اتهمه بالجبن: «سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره، أنا أم هو.»
7
Unknown page