173

Hurub Dawlat Rasul

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Genres

وهو مقيم بحمراء الأسد، فقال: يا محمد؛ أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، ولوددنا أن الله عافاك فيهم. ثم خرج من عند رسول الله بحمراء الأسد، حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله وأصحابه ... فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان قد تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم ما لم أر مثله قط. قال: ويلك ما تقول؟ قال: والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل ... فقال النبي وهو بحمراء الأسد حين بلغه أنهم هموا بالرجعة، والذي نفسي بيده، لقد سومت لهم حجارة، لو صبحوا بها لكانوا كأمس الذاهب.

16

وعليه، شدت قريش في طريق العودة سراعا نحو مكة، وهي تظن يثرب بجمعها قد خرجت وراءها تطلبها، بينما كان النبي عليه الصلاة والسلام في طريق عودته من حمراء الأسد إلى يثرب، بعد أن حقق غرض الإرهاب لقريش، ليبدأ بالمرحلة الثالثة من علاج نتائج أحد، بعد العلاج النفسي، والإرهاب العسكري. فقام يضرب بسرعة وبقوة، كل القوى المناوئة والمضادة في يثرب، وكل من سولت له نفسه التشفي أو التهكم أو اهتبال الفرص، وهو ما بدأه بإصدار الأمر بقتل «الحارث بن سويد بن الصامت»، الذي قتل «المجذر بن زياد» في أحد، ثأرا لأبيه:

فأمر رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، عويمر بن ساعدة بضرب عنقه، فقال له: قدم الحارث بن سويد إلى باب المسجد واضرب عنقه. وقيل أمر عثمان بن عفان بذلك، «والمرجح أن عثمان هو الذي قتله، رغم أنه كان من الهاربين»، فقدم ليضرب عنقه، فقال الحارث: لم يا رسول الله؟ فقال: بقتلك المجذر بن زياد ... فقال الحارث: والله قتلته، وما كان قتلي إياه رجوعا عن الإسلام ولا ارتيابا فيه، ولكن حمية من الشيطان، وإني أتوب إلى الله ورسوله مما عملت، وأصوم شهرين متتابعين، وأعتق رقبة. فلم يقبل منه النبي

صلى الله عليه وسلم .

17

أما «ابن سلول» الذي عاد بثلث جيش المسلمين من أحد، متشككا في النصر الموعود، والملائكة المنزلة، فكان له شأن آخر، نقرؤه في رواية تقول:

كانت عادة عبد الله بن أبي بن سلول، إذا جلس النبي

صلى الله عليه وسلم

Unknown page