Hurriyya Insaniyya Wa Cilm
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Genres
لأن اليقين مجرد حالة عقلية وفعل من أفعال الإنسان، يرفض رينوفيه الحسية التجريبية على أساس أن الظاهرة تقوم على الامتثال الذي لدينا فحسب، ولا تمتثل إلا بالقدر الذي يكون به لدينا شعور عنها، بعبارة أخرى الواقعة الأولية للشعور هي القوة الخلاقة حقا،
32
هي الحرية.
والحرية عند رينوفييه، مرادفة لمقولة الشخصية؛ ذلك أنه قد وضع نسقا للمقولات شبيها بنسق كانط، وإن كان يرفض اعتبار النقائض غير قابلة للحل، ومن أجل الحرية أدخل الغائية مع العلية - مثله مثل لاشيليه - في قائمة مقولاته، كما أدخل الشخصية. ويختم تعريفه للحرية بتأكيد أنها الجوهر الأصفى للشخصية الإنسانية، أو هي بمثابة مبدأ الفردانية في الشخصية،
33
ويقدم في كتابه «بحث في علم النفس العقلي» الأساس السيكولوجي للحرية الإنسانية، وبالاستناد إلى رافيسون يؤكد رينوفييه أن تطور الإرادة هو الانتقال من التلقائية البسيطة إلى التلقائية الحرة التي تؤذن ببزوغ الشعور الإنساني في حضن الطبيعة.
34
نظرية رينوفييه من النظريات الشامخة في تاريخ فلسفة الحرية، وقد بعث إليه وليام جيمس أعظم تلامذته يقول : «إليك يرجع الفضل في أنه أصبح لدي ولأول مرة مفهوم واضح معقول للحرية، إنني أكاد أتقبل هذا المفهوم كلية»،
35
وعلى الرغم من هذا، ومن جهوده الرياضية والعلمية من أجل الحرية فإنها معه لم تحرز أي توفيق حقيقي بينها وبين العلم، وظلت أولا وأخيرا نظرية ميتافيزيقية، بل ومدرسية على حد تعبير جيمس نفسه، وإليه أهدى كتابه: «بعض مشكلات الفلسفة» حيث يقول: «أظن أن رينوفييه وقع في أخطاء، والرأي عندي أن طريقته إسكولاستيكية [أي مدرسية] إلى أقصى حد.»
Unknown page