لعل هذه الآية تقطع الشك باليقين ، وتخرس المرتابين ، لأن هناك من يقول لنا نعم ، ليس هناك شفاعة للكافرين الظالمين ، وهناك شفاعة للمؤمنين المتقين ،
لكن الآية توجه الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله سلم بأن يوجه الإنذار ، إلى الفتيه المؤمنة ، وهم الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم
وهذه هي صفة العلماء أولى الألباب ، الذين يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ، وهم الذين يقبلون الإنذار ، ويسمعون القرآن ، ويتدبرون البيان ،
أما الكافرون (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)
إذا فهؤلاء الناس الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم الله ، يخبرهم بلسان رسوله وينبئهم بلسان نبيه ، الذي نستند إليه الشفاعة ، ونحمله بلا بينه ،
ينبههم الله بلسان هذا الرسول ، ولهم يقول (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع) أي من دون ربهم ، الذين يخافون الحشر إليه ،
ليس لهم من دونه ولي ينصر ، ولا يشفع ولا يدفع ولا ينفع بل هو الله الولي الذي ينصر ، وهو الشفيع النافع الضار ، وإليه المستقر
لماذا ينبههم بهذا الخبر اليقين ، ولما يخبرهم بهذا الحق المبين إن الجواب هو (لعلهم يتقون)
فليكن تقواهم هو المقرب لهم إلى ربهم ، وهو الشفيع لهم عند ربهم ، وهو السلم لقربهم إلى ربهم ، وهو الواقي لهم من عذاب جهنم ، ومن غضب ربهم ،
فلا شفيع يصونهم ويبعد عنهم العذاب ، ولا شفاعة توصد عنهم من النار الأبواب
Unknown page