فها هو يفتي في تعبير رؤيا الملك بشكل رائع وبما هو أوسع من التعبير للواقع.
بحيث يتجاوز ذلك إلى وضع خطة تطول لمدة خمسة عشر عاما، وهي خطة علمية متقنة وطريقة اقتصادية محكمة.
فإن حفظ الحبوب في السنابل، وسيلة هامة لحفظ الحبوب من التآكل.
ثم إن تعميم تطبيق ذلك في الأرض المصرية كلها تحتاج إلى خبرة وعدل وحكمة وعلم وأمانة وإلا فلا يمكن أن يثق بها الشعب ويلتزم بها وهذه هي الصفات التي لا تتوافر إلا في يوسف الصديق والمحسن والأمين وكيف لا وهو وحده العالم الذي هو من عباد ربه المخلصين.
ولهذا حرص على البقاء في السجن وقد جاءه الاستدعاء من الملك بواسطة رسول خاص مكلف بإحضاره، (فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك [أي إلى الملك] فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم) [يوسف:50].
وهكذا يستدعي الملك النسوة إلى مقامه ويسألهن عن يوسف وعن حقيقة اتهامه فإذا بهن يقلن: (حاش لله ما علمنا عليه من سوء)
وكيف لا والله يقول عنه قبل ذلك:
(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)
وهنا تبرز بطلة القصة ومحور التهمة لتصدع بالحقيقة الهامة:
(الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) [يوسف:51].
Unknown page