164

Huna Quran

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Genres

إذا بالدائرة تتوسع بإذن الله إلى مجال أوسع ومقام أعلى، ليصبح مرجعا للفتيا في مصر كلها وفي بلاط الملك ومن معه من الملأ.

فيأذن الله للملك أن يرى،

ماذا يرى؟

إنها رؤيا تتكرر عليه وتتعاود مرات لديه، ولهذا جاء الفعل مضارعا في قوله تعالى: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملا أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون) [يوسف: 43].

إن الفعل المضارع في أرى يفيد التجدد والحدوث كما أن الجملة الإسمية تفيد الاستمرار والثبوت.

فالرؤيا لا تفارق منام الملك بل تلح عليه في البال متباعدة حتى جعلته يبحث عن تعبيرها بشكل ملهوف وملح.

فكن الملأ يروون عليه بما يدعو لليأس والحيرة (قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الآحلام بعالمين) [يوسف:44].

وهنا تأتي إرادة الله ليكون يوسف هو المرجع للفتيا في البلاد كلها،

(وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلوني) [يوسف:45]

وتتوالى الأحداث كما في الآيات، وكلها تؤكد على أن يوسف أوتي العلم والحكمة مع النبوة.

Unknown page