128

Huna Quran

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Genres

(هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء)

أليس هذا هو الواقع بلا مدافع، من ذا الذي يختار لنفسه الحجم والوزن واللون والصورة؟

من ذا الذي يعلم ماذا يجري في ظلمات الأرحام؟ من أطوار ومن خلق بعد خلق بدقة وانتظام.

لا أحد يدري ولا يعلم ولا لأحد في ذلك مشاركة أو أسهم.

بل هو الذي يصورنا كما يشاء وهو الذي يختار، (لا إله إلا هو العزيز الحكيم) هكذا يختم الآية ويقرر وبهذه الحقيقة يجب أن نقر وله نعبد ونكبر.

وبعد: فلا بد أن أشير في النهاية إلى قضية هامة وحقيقة ظاهرة ذلك أن كل الآيات التي أوردناها من مختلف السور والحافلة بصفات العلم لله لا بد أن نعرج على الإنسان.

ونخبره أن العلم الذي عند ربه، متصل ويحيط به في كل حال وطور من أحواله وأطواره وفي مختلف تقلباته وجوانبه.

فالله هو الذي يعلم عنه السر وأخفى وهو الذي يصور في الأرحام كيف يشاء، بل هو الذي خلقه من طين ثم طوره إلى سلالة من ماء مهين.

ثم رقاه إلى خلق آخر ذي سمع وبصر وفؤاد مبين.

فواجبه أن يعبد ربه الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.

Unknown page