أتدركون عمق هذه الأسماء وإحاطة هذه الصفات؟ ثم ماذا؟ لنتابع معا:
(هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)
هل تعرفون ما معنى استوى على العرش؟ هناك عدة آراء ولكن الله يحسم الموضوع فيقول مبينا:
(يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير)
هذا هو بعض معنى الاستواء إنه استمرار علمه بكل شيء وإحاطته بكل حركة وسكون.
وليس هذا فقط بل هناك المزيد فلنقرأ ولنتابع.
(له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الإمور * يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور)
هذه هي الآيات الأولى من سورة الحديد من 1-6.
فتأملوا كيف أنه محيط علما بكل خفايا الأكوان وأسرار الإنسان وأنه المحرك والمدبر لما يدور ويجري في كل حال ومكان، أينما كان، وأنه الحاكم في كل أمر وشأن، ومنه تبدأ الأمور وإليه مرجعها والمصدر.
ثم ألا تلاحظون أن الآيات تنبه الإنسان إلى أن لا يظن أنه بعيد مستثنى عن هذا العلم والتدبير فالله يذكره بأنه من أهم هذه الكائنات شأنا وأن الله معه أينما كان وأنه بما يعمل بصير، وأن الله كما يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل في جوف السماء الواسع وفضائها المثير، فهو المطلع على ما في جوف الإنسان الصغير وهو به خبير ولهذا قال، (وهو عليم بذات الصدور)
Unknown page