licki Mustajbeze ، تلك «كلمة» واحدة على آلة «الجوسلا» حسبما أرى.
نيكولا :
وماذا عن «الكلمة» الثانية؟
موجو :
ها هي! «الكلمة» الثانية هي «في حانة بمدينة ريبنيك» [
Na Ribniku u pjanoj mehani ].
إن أصغر وحدة ذات معنى هي البيت ذو الإيقاعات العشرة بأكمله وليس وحدات مكتوبة يفصل بعضها عن بعض مسافة بيضاء، كما هو الحال في النص الذي تقرؤه الآن. عندما يتصدى هؤلاء المنشدون للأمر، فإنهم في الواقع لا ينشدون أبدا نفس الأنشودة حرفيا، «كلمة بكلمة»، وإنما يظلون قريبين من نفس تعاقب الموضوعات، رغم أنهم قد يدبجون هذه الموضوعات، أو يختصرونها، أو يتوسعون فيها. كان الموضوع الواحد عبارة عن «كلمة»، أي وحدة ذات معنى وتعبير. أولا حدث هذا الأمر، ثم ذاك. فعند «الجوسلار» كان تعاقب الموضوعات هو الأغنية، «كلمة بكلمة».
بناء على استعلام أكثر تدقيقا اتفق مقدمو المعلومات لباري ولورد على أن «الكلمة» يمكن أيضا أن تدل على مجموعة من الأبيات، أو على حديث، أو على مشهد، أو حتى على قصيدة كاملة. وهذه العناصر هي أيضا اللبنات الأساسية التي بها يبني الشاعر أنشودته. تتسم العناصر الأكبر، التي نطلق عليها «المشاهد النمطية» عند وصف قصائد هوميروس المشابهة، بأنها على درجة عالية من المرونة من ناحية الطول والتفصيل، ولكنها مع ذلك تتبع أنماطا متقاربة. أحد المشاهد النمطية الأكثر شيوعا في «الأوديسة» هو مشهد الولائم، الذي يظهر مرارا وتكرارا. وعلى الرغم من أن المشاهد النمطية لا تتطابق أبدا «كلمة بكلمة»، فإن تسلسل الأحداث هو نفسه دوما: في البداية يجلب عبد ماء للاغتسال، ثم يجهز الطاولات أمام الضيوف والمضيف، ثم يقدم الطعام، ثم يوزع اللحوم نادل مختص بتقطيع اللحم ويدور على الضيوف ليناولهم أقداحا ذهبية. ودائما ما تنتهي الولائم الهوميرية بالبيتين نفسيهما:
مدوا أيديهم إلى الطيبات التي وضعت أمامهم.
ولكن حين نالوا كفايتهم في الطعام والشراب ...
Unknown page