(بِكُل بَيْضَاء من رَآهَا ... يحسبها شعلة السراج)
(لَا تنس مَوْلَاك فِي وغاه ... واذكره فِي حومة الْهياج)
فَذكر أَنه جاوبه بقوله
(كَيفَ وأنى لمن يناجى ... من لوعة الْهم مَا أناجى)
(يطْمع أَن يستريح وقتا ... أَو يقتل الراح بالمزاج)
(لَو حمل الصخر بعض شجوى ... عَاد إِلَى رقة الزّجاج)
(كنت لما قد علمت الهول ... إِذْ أَنا مِمَّا شَكَوْت نَاجٍ)
(فصرت للبين فِي علاج ... طم وأربى على العلاج)
(الْورْد مِمَّا يهيج حزنى ... وَيبْعَث السوسن اهتياجي)
(أرى ليَالِي بعد حسن ... أقبح من أوجه سماج)
(لَا ترج مِمَّا أردْت شَيْئا ... أَو يُؤذن الْهم بانفراج)
٧٧ - ابْنه الحكم بن عبد الرَّحْمَن الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو العَاصِي
ولى بعده الْخلَافَة وَهُوَ ابْن سبع وَأَرْبَعين سنة وَقيل ابْن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة وشهرين ويومين وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس لثلاث خلون من رَمَضَان سنة خمسين وثلاثمائة وَتُوفِّي لليلتين خلتا من صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ فَكَانَت خِلَافَته خمس عشرَة سنة وَخَمْسَة أشهر وَثَلَاثَة أَيَّام استغرقت خلَافَة أَبِيه الطَّوِيلَة عمره حَتَّى كَانَ يَقُول لَهُ فِيمَا يحْكى عَنهُ لقد طولنا عَلَيْك يَا أَبَا العاصى
وَكَانَ حسن السِّيرَة فَاضلا عادلًا مشغوفًا بالعلوم حَرِيصًا على اقتناء دواوينها يبْعَث فِيهَا إِلَى الأقطار والبلدان ويبذل فِي أعلاقها ودفاترها أنفس