والشجعم: هو الجرئ، وقيل هو الطويل، والأول أشبه بالاشتقاق.
وقوله: ذات قرنين: اراد بها العقرب، والضموز: التي لا صوت لها.
والضرزم - بكسر الضاد والزاي -: المسنة، وهو أخبث وأكثر لسمها!.
وكان الفراء يروي: قد سالمت الحيات: وينصبها على أنها مفعولة، ويجعل القدم هي الفاعلة، وقال أراد القدمان فحذف نون التثنية ضرورة، كما قال امرؤ القيس:
لها مَتْنَتَانِ خَظَاتَا، كما ... أكَبَّ عَلَى سَاعِدَيْه النَّمِر
أراد: خظاتان، وبدل على ذلك قول أبي دؤاد الإيادي:
ومتَنَتَانِ خَظاتَان ... كزُحْلُوفٍ مِنَ الهْضْبِ
وأبدل الأفعوان: وما بعد من الحيات.
ومعنى همهمن: صوين، والهمهمة: كل صوت خفي لايفهم.
ومعنى هوم نام، يقال: هوم الرجل يهوم تهويمًا.
وأنشد أبو القاسم في باب الجزم.
مَتَى تَأْتِه تَعْشو إلى ضَوْءِ نَارِهِ ... تَجدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدضهَا خيْر مُوقِدِ!
هذا البيت: للحطيئة - وقد ذكرنا اسمه فيما تقدم - في شعر يمدح به بغيض بن عمار، بن شماس، بن لؤي، وقبله:
تَزُورُ امْرأَ يؤتّى على الحَمد مالَهُ ... ومن يُؤْتِ أَثْمَانَ المحامد يُحْمدِ
تْرَى الْبُخْلَ لا يُبْقِي عَلَى المرء مالَهُويَعْلَم أنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ
كَسُوبٌ ومِتْلافٌ إذَا ما سألتَه ... تهلَّل واهتزَّ اهتزاز الُهنَّدِ
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
إن مَنْ يَدْخل الكنيسةَ يومًا ... يَلقَ فيها جآذِرًا وَظِباءً
هذا البيت: للأخطل، وكان نصرانيًا، فلذلك ذكر الكنيسة.
والجآذر: أولاد البقر، واحدها جؤذر - بضم الذال وفتحها - وأهل البصرة لا يعرفون فتح الذال، لأن فعللًا، عندهم غير مستعمل، وحكى الكوفيون ألفاظًا كثيرة على فعلل هي: جؤذر، برقع، وطحلب، وضفدع، وجخدب.
يقول: من دخل الكنيسة رأى فيها من نساء النصارى وبينهم أشباه الجآذر والظباء!!.
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
ومهما تَكن عِندَ امرئِ مِن خليقةٍ ... وإن خَالها تَخفَى على الناسِ تُعلَمِ
هذا البيت: من مشهور شعر زهير بن أبي سلمى.
والخليقة: الطبيعة، وخالها: ظنها وحسبها.
وهذا الشعر نظير قول سالم بن وابصة:
يا أيّها المتَحَلِّي غَيْرَ سَمْتِه ... إنَّ التَخَلُّقَ يأتي دونه الخلْقُ
وقوله: من خليقة: في موضع رفع بكان، ومن زائدة، وليست متعلقة بشيء.
وقوله: وإن خالها: أي ولو خالها، وإن شرط لم يأت له بجواب؛ لأن مهما، وشرطها وجوابها سد مسدها، ونظيره في تعليق شرط، بشرط آخر، قول امرئ القيس:
وأَبْقَنَ إنْ لاَقَيْتُهُ أنّ يَومَهُ ... بِذي الرِّمْثِ إنْ مَا وتْنَهُ يَوْمُ أَنْفُسِ
وأنشد أبو القاسم هذا الباب:
إِذَا ما أَتيتَ على الرّسُولِ فَقُلْ لَهُ: ... حقَّا عَلَيكَ إذَا اطْأَنَ المجْلِسُ
هذا البيت: للعباس بن مرداس السلمي.
والعباس: اسم منقول من الرجل الكثير العبوس، وكذلك مرداس منقول، لأن المرداس الحجر، والمردس الذي يردس به، أي يرمى به، ويصدم، ويلقى به في البئر، ليتحفص به الماء، قال العجاج:
يَغمدَ الأَعْداءَ رَأسًا مِرْدَسَا
وأراد بالرسول: النبي ﷺ.
ويروى: إما أتيت، وبعد هذا البيت:
يَا خْيَرَ مَنْ رَكب المطيَّ ومَنْ مَشَى ... فَوْق التُّراب إذَا تُعدُّ الأنْفُسُ
بكَ أسْلَم الطَّاغُوت واتّبع الهُدَى ... وبكَ انجلى عنَّا الظلام الحَنْدَسُ
وقوله: إذا ما أتيت: خطاب لرجل، ذكره قبل هذا في قوله:
يا أيّها الرجل الذي تَهْوِي به ... وَجْنَاءٌ مُجْمرَةُ المناسم عِرْمِسُ
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
فأَصْبَحْتَ أنَّي تَأْتِها تَشْتَجِر بِهَاكَلاَ مَرْكَبَيْها تَحْتض رِجْليءكَ شَاجِرُ
هذا البيت: للبيد بن ربيعة العامري، ويكنى: أبا عقيل.
واللبيد: الجوالق، والربيعة: بيضة السلاح.
1 / 52