ولا تُصَاحب لئيما فيه مَقْرفَةٌ ... ولا تزورنَّ أصحابَ الدوانيقِ
الراح: الخمر، سميت بالراح لما تولد من الارتياح لشاربها، قال الشاعر:
ولقيتُ ما لقِيتْ مَعَدُّ كلُّها ... وفَقَدتُ رَاحًا في الشّبابِ وَخَالِي
وأراد بالراح: الابتهاج، وبالخال: الخيلاء.
والغر: جمع أغر، وهو الأبيض الجميل، والأغر أيضًا: المشهور من الناس، شبه بالفرس الأغر، وهو الذي في جبهته غرة.
والبطاريق: عظماء الروم وساداتهم عندهم، وأحدهم بطريق.
والتلاد: المال القديم، والنشب: اسم يقع على الضيعة والمستعملات التي لا يقدر الإنسان أن يرحل بها.
والقواقيز: أوان يشرب بها، واحدها: قاقوزة، وقازوزة، وقياس من قال: قازوزة: أن يقول في الجمع، قوازيز، وقد يحكى: قاقزة، وأنشد للنابغة الجعدي:
كأني إنما نادمت كسرى ... له قاقُزَّةٌ ولي اثنتان
والغرانيق: شبان الرجال، وأحدهم غرنوق، وغرنوق، وغرنيق وغرنيق وغرانق، وغرونق: ونبات الماء: الغرانيق أشبه بها، كما قال أبو الهندي:
سَيُغْني أبا الهنْدي عن وَطْبِ سالمٍ ... أباريقُ لم يَعْلَقْ بها وَضَرُ الزُّبْدِ
مُفَدَّمةٌ قَزًّا كأن رقابَها ... رقابُ بناتِ الماءِ يَفْزَعْنَ للرَّعد
والفوق - من السهم: الموضع الذي يقع على الوتر، وإذا سقط فوق السهم فسد، ولم ينتفع به، فضرب ذلك مثلا.
والمقرفة: دناءة الأب، والقرفة: التهمة والريبة: وأراد بأصحاب الدوانيق: السوقة، والدوانيق جمع دوناق، وهي لغة في الدانق - بفتح النون وكسرها - وهو سدس درهم، يقول: لا تنادم من يرضيه نيل دانق، ويسخطه فقده، ولكن نادم الأجواد والكرماء! ونحو من هذا قول الآخر:
إذا ما غضِبَ السُّوقِيْ ... يُ فالحبة ترضيه!
وتَزْعُ الْفلْس مِنْ يده ... كنزع الضِّرس من فيه
ومَنْ أصبح عَبْدَ الْفَلْ ... سِ قُلْ لِي: كَيْفَ تُعطيه؟!
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
وَهُنَّ وُقُوفٌ ينتظرنَ قضاءَهُ ... بِضَاحِي عَذَاةٍ أمْرَهُ وهو ضَامِزُ
هذا البيت: للشماخ، واسمه معقل بن ضرار، ويكنى: أبا سعيد، حكى ذلك أبو بكر بن دريد، وذكر أنه أحد الشعراء الخمسة العور من قيس.
وهذه الأسماء كلها منقولة غير مرتجلة، أما المعقل: فهو الحصن، ويكون أيضًا موضع الاعتقال.
والضرار: مصدر ضار الرجل، الرجل إذا ضر كل واحد منهما صاحبه، ويكون جمع ضرير، وهو شاطئ البحر، والوادي، قال أوس ابن حجر:
وما خَليج من المْرُّوتِ ذُو شُعَبٍ ... يَرْمِي الضَّريرَ بخشب الطلْح والضَّال
والسعيد - ذو السعد، والسعيد: الساقية الصغيرة.
والشماخ: الذي يشمخ بأنفه على الناس، أي يتعظم عليهم، ويتطاول.
والضاحي: الظاهر، وما يبرز من الأرض للشمس.
والعذاة: الأرض الكريمة.
والضامز: الساكت الذي أغلق فاه.
وصف حمر وحشٍ قد عطشت، واحتاجت إلى ورود الماء، فهي تنتظر أن ينهض فحلها، فتنهض بنهوضه، وهو ساكت. وحمر الوحش لا تنهض لورود الماء نهارا، خشية القانص، فهي تنتظر إقبال الليل، فينهض، وتنهض بنهوضه، وكذلك قال قبل هذا البيت:
كأن قتودى فوق جأب مُطَرَّدٍ ... من الحُقْبِ لاَحَتْهُ الجِدَادُ الغوارِزُ
طوى ظِمْئَيْها في بيضة القيظ بعدما ... جَرَتْ في عِنان الشِّعْرَييْن الأماعِز
فظَلَّت بأعرافٍ كأنَّ عيونَها ... إلى الشَّمس هلْ تدنو رَكِيٌّ نَوَاكِزُ
وقوف: جمع واقف، كما يقال جالس وجلوس، فكان يجب أن يقال: وهن واقفات، إن جمع واقفة جمع السلامة، أو يقول: وهن أواقف، إن جمعها جمع التكسير، والأصل وواقف، فتقلب الواو الأولى همزة؛ كراهية لاجتماع الواوين، وحملا للتكسير على التصغير، ألا ترى أنك لو صغرت واقفة للزمك أن تقول: أو يقفة، وكأن الشماخ ذكر الواحد على لغة من يحمل صفات المؤنت على معنى النسب، فيقول امرأة عاشق، وناقة ضامر، فلذلك جمعها على وقوف، أو حمل التذكير على معنى الشخص.
أو لأن الجمع يذكر ويؤنث.
1 / 27