الزوجة الصالحة :
روي انه كان في بني اسرائيل رجل صالح ، وكانت له امرأة صالحة ، فرأى في النوم ان الله تعالى قد وقت لك من العمر كذا وكذا سنة ، وجعل نصف عمرك في سعة ، وجعل النصف الآخر في ضيق ، فاختر لنفسك اما النصف الاول واما النصف الثاني الاخير.
فقال الرجل : ان لي زوجة صالحة وهي شريكي في المعاش فاشاورها في ذلك وتعود الي فاخبرك.
فلما اصبح الرجل قال لزوجته : رأيت في النوم كذا وكذا ، فقالت : يا فلان اختر النصف الاول وتعجل العافية لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة.
فلما كان في الليلة الثانية اتى الآتي فقال : ما اخترت؟ فقال : اخترت النصف الاول ، فقال : ذلك لك ، فاقبلت الدنيا عليه من كل وجه ، ولما ظهرت نعمته قالت له زوجته : قرابتك والمحتاجون فاصلهم وبرهم وجارك واخوك فلان فهبهم ، فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت رأى الرجل الذي رآه اولا في النوم ، فقال : ان الله تعالى شكر لك ذلك ولك تمام عمرك سعة مثل ما مضى (1).
بئس الضيف :
عن هارون بن خارجة ، عن ابي عبد الله عليه السلام : ان عابدا كان في بني اسرائيل ، فاضاف امرأة من بني اسرائيل فهم بها ، فاقبل كلما هم بها قرب اصبعا من اصابعه الى النار ، فلم يزل ذلك دأبه حتى اصبح.
قال لها : اخرجي لبئس الضيف كنت لي (2).
Page 321