16

Hukm al-Samaa

حكم السماع

Investigator

حماد سلامة

Publisher

مكتبة المنيار

Edition Number

الأولى

Publication Year

1408 AH

Publisher Location

الأردن

وأظهر منه كذباً حديث آخر يذكرون فيه: أنه لما بُشِّرَ الفقراءُ بسبقهم الأغنياء إلى الجنة تواجدوا. وخرقوا ثيابهم، وأن جبرائيل نزل من السماء فقال: يا محمد! إن ربك يطلب نصيبه من هذه الخرق. فأخذ منها خرقة فعلقها بالعرش، وأن ذلك هو زيق (١) الفقراء(٢). وهذا وأمثاله إنما يرويه من هو من أجهل الناس بحال النبي ﷺ، وأصحابه ومن بعدهم. ومعرفة الإِسلام والإِيمان.

وهو يشبه رواية من روى: ((أنَّ أهل الصُّفة(٣) قاتلوا مع الكفار لما انكسر المسلمون يوم حنين، أو غير يوم حنين، وأنهم قالوا نحن مع الله، من كان الله معه كنا معه(٤)، ومن روى: ((أن صبيحة المعراج وجد أهل الصفة يتحدثون

= عوارف المعارف (( ويخالج سري أنه غير صحيح ولم أجد فيه ذوق اجتماع النبي مع أصحابه وما كانوا يعتمدونه على ما بلغنا في هذا الحديث ويأبى القلب قبوله والله أعلم بذلك «عوارف المعارف للسهروردي ص ٢٠٥ وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ١٦٤ في ترجمته لعمار بن إسحاق: ((كأنه واضع هذه الخرافة التي فيها قد لسعت حية الهوى كبدي، فإن الباقين ثقات)). وانظر التذكرة في الأحاديث المشتهرة للزركشي ص ٢١٣ وقال السيوطي في الدرر المنتثرة ص ١٩٧ : أخرجه الديلمي من حديث أنس وقال: تفرد به أبو بكر عمار بن إسحاق.

(١) والزِّيق ما كُفَّ من جانب الجيب وزيق القميص ما أحاط بالعنق، وتزيقت المرأة تزيقاً إذا تزينت وتلبست واكتحلت ( لسان العرب ١٥٠/١٠).

(٢) حديث تبشير الرسول ﷺ للفقراء يسبقهم الأغنياء إلى الجنة رواه الترمذى في كتاب الزهد ج٤ ص ٧٥، وابن ماجة في كتاب الزهد باب منزلة الفقراء ج ٢ ص ١٣٨٠ وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٥٩ والهندي في كنز العمال ج ٦ ص ٤٧٥ وأول الحديث: (يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم) أما تواجد الفقراء وخرقهم الثياب ونزول جبرائيل .. الخ فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج ١١ ص ٥٩ ((كذب مختلق باتفاق أهل العلم والإِيمان لا ينازع في ذلك إلا جاهل)).

(٣) أهل الصُفَّة هم زهاد من الصحابة فقراء غرباء، وكانوا سبعين ويقلون حيناً ويكثرون حيناً ويسكنون صُفَّة المسجد وهو موضع مظلل في مسجد المدينة لأنهم لا مسكن لهم ولا مال ولا ولد. (من هامش الفتح الرباني ١٩ / ١١٥).

(٤) انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية ج ١١ ص ٤٧ فما بعدها.

16