Hukar Muhtal Amriki Caziz
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
Genres
فقال المدير لشفلر: هنا المستر بكاروف وصراف بنك كونصوليداتيد يشهدان أنك أخذت هذا التحويل، وقبضت قيمته نقدا. - لا داعي أن أقبض 10 آلاف ريال نقدا، ولي حساب مع بنك نيويورك، فالعادة أن أقدم التحويل إلى بنكي. - ولا ينكر على أحد أن يقبض نقودا من البنك؛ فهل عندك بينات أخرى على أنك لم تزر المستر بكاروف ولا ذهبت إلى بنك كونصوليدايتد؟ - ليس عندي إلا كاتباي، فهما يشهدان أني لم أخرج من مكتبي منذ الساعة الواحدة بعد الظهر حتى جاء الشرطي يدعوني إلى هنا.
وفي الحال، استدعي كاتبا المستر شفلر، وشهدا أنه لم يخرج من مكتبه منذ الساعة الواحدة بعد الظهر؛ لأنه كان يقرأ رسائله ويجاوب عليها؛ إذ كان قبل الظهر لا يزال تحت الحفظ في مركز البوليس بسبب التهمة الأولى.
عند ذلك وقف بكاروف، وقال وهو يرتجف من الغيظ: أنا وسكريتيري وصراف البنك لا نقدر أن نكذب وجداننا ونسلم بسهولة أن كاتبي المستر شفلر لا يمالئانه، ويشهدان معه كما يريد، فإن كان لديه شهود عديدون يؤيد بواسطتهم أنه لم يأت إلي اليوم بعد الظهر فليظهرهم.
عند ذلك وقف المستر شفلر متأثرا جدا، ولكنه تمالك طبعه، وقال: مستر بكاروف، تعني أني كاذب وأن كاتبي شاهدا زور؟! فاسترد كلامك وإلا رفعنا عليك قضية نطالبك بشرفنا، ثم إني غير مكلف أن أشهد الناس على كل دقيقة من حياتي لكي أدرأ عني تهما باطلة، عندك شاهد واحد أني كنت عندك بعد الظهر، وعندي شاهدان عدلان أني كنت في مكتبي، فدعواك علي زور محض، وأنا سأطالب بشرفي.
فقال بكاروف: والصراف يشهد أنك قبضت المبلغ منه، وسكريتيري يشهد أنه عرفه بك.
فأجاب شفلر محتدا: إن دعوى الصراف زور أيضا، وليس عنده إلا شاهد واحد - كما تزعم - وهو شاهدك بعينه، ومع ذلك فإن الإمضاء الذي على ظهر التحويل ليس إمضائي، فما أنا مسئول لأحد، فإذا لم تكونوا مدعين زورا فابحثوا عمن لعب عليكم هذا الدور، ولا تزد يا مستر بكاروف كلمة بعد وإلا أحوجتني أن أسمعك ما لا تطيق وأريك ما لم تر، وأريد منك أن تدفع لي العشرة آلاف جنيها حتى صباح الغد؛ لئلا يفوت وقتها، لا أريدها إلا نقدا. - دفعت لك تحويلا وقبضته، فلم يبق لك عندي شيء. - قلت لك: ليس هذا إمضائي ولا إمضاء مزورا.
فصاح بكاروف: يا ناس، إن كنت أنا حالما أو مجنونا فسكريتيري وصراف البنك ليسا كذلك.
أما المدير فكان باهتا، فقال: مهلا مستر بكاروف، أما علمت نتيجة تحقيق التهمة الأولى التي اتهم بها المستر شفلر وحققناها صباح هذا اليوم وكنت شاهدا فيها؟
أجاب بكاروف: خرجت من هنا قبل أن ينتهي التحقيق لأني لم أكن خالي الشغل حتى أسمع تحقيق تهمة لا تهمني. - أما قرأت تفصيلها في جرائد الظهر؟ - كلا. - إذن أنا أخبرك أن التحقيق رجح لنا - بل أثبت - أنه يوجد في المدينة شخص باسم جان هوكر يشبه المستر شفلر كل الشبه، وهو الذي اختلس الدبوس من محل أفلن والأحد عشر ألف ريال من مس إيفا كروس، أفلا يحتمل أن يكون ذلك النصاب هو الذي جاءك باسم جان شفلر وأخذ منك التحويل؟
فأجاب بكاروف: ولكن كيف يعرف ذاك أن لي علاقة بالمستر جان شفلر؟! - لا ريب أنه عرف ذلك مما كتبته الجرائد؛ فاغتنم هذه الفرصة.
Unknown page