Hujja Li Qurra Sabca

Ibn Ahmad Farisi d. 377 AH
118

Hujja Li Qurra Sabca

الحجة للقراء السبعة

Investigator

بدر الدين قهوجي - بشير جويجابي

Publisher

دار المأمون للتراث

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣م

Publisher Location

دمشق / بيروت

يعتدّوا بها وهي متحركة، فصلا، بل جعلوا ثباتها كسقوطها. وذلك قولهم: يريد أن يضربها وينزعها وبيني وبينها، فأمالوا الفتحة التي قبل الهاء كما يميلها إذا قال: يريد أن ينزعا، وعلى هذا قالوا: مهاري فأمالوا فتحة الميم كما يميل إذا قال ماري، فإذا لم يعتدّ بها متحركة في هذا الموضع، فأن تجرى مجرى الألف في دارهم «١» وعليهم وبهم، فتقرّب من الياء أو الكسرة بأن تكسر بعد كل واحد منهما، أسهل من ذلك. ويدل «٢» على ذلك أيضا أنّ من قال: ردّ أو ردّ إذا قال: ردّها، اجتمعوا على فتح الدال فيما حكى من يوثق به، كما يجمعون على فتحها إذا لم يحل بينها وبين الألف شيء في ردّا، فإذا صنع بها هذا وما ذكرته قبل، علمت أن إجراءها مجرى الألف في السكون أسهل. ومن هاهنا كان الوجه في القراءة: فِيهِ هُدىً [البقرة/ ٢]، وخُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ [الحاقة/ ٣٠ - ٣١] أن يحذف «٣» الحرف اللّين اللاحق للهاء، لأن الاعتداد في هذين الموضعين لم يقع بها متحركة وفي «أجمالها» «٤» لم يقع الاعتداد بحركتها فيحصل من اعتبار كلا الموضعين أنّك كأنّك جمعت بين ساكنين. فإن قال: فما وجه حذف حرف الليّن بعد الميم واختياره على وصلها بحرف اللين؟ فإن وجه ذلك أن هذه الحروف قد تستثقل فتحذف في مواضع لا يحذف فيها غيرها، ألا ترى أنّهم حذفوا اللام من قولهم: ما باليت به بالة، وحانة. ولا تجد هذا

(١) في (ط): دراهم، وهو تحريف. (٢) في (ط): ويدلك. (٣) في (ط): يحذف معه الحرف. (٤) من بيت الأعشى السابق ص ٧٢.

1 / 76