مرتعب ومرتعد " عب 12: 21 ".
ويلزم من ذلك أن التوراة أهملت ذكر حال موسى في هذا الشأن، نعم ذكرت في مقام آخر أن موسى قال لله: أرني مجدك، فقال: أجيز كل جودتي قدامك ولا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني فيعيش وهو ذا عندي مكان فتقف على الصخرة ويكون متى اجتاز مجدي إني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى اجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا برى " خر 33: 18 - 23 ".
والمعقول من هذا الكلام هو أن الطبيعة البشرية حتى من مثل موسى لا نقوى على مشاهدة جلال الله ومجده من الوجهة الحقيقية المكنى عنها بأوجه وإنما نقوى بمساعدة العناية الربانية على بعض المشاهدة من الوجهة المكنى عنها بالوراء.
وذكرت التوراة أيضا أن السحابة غطت خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الاجتماع لأن السحابة حلت وبهاء الرب ملأ المسكن " خر 40: 34 و 35 ".
ومقتضاه أن موسى مع مقامه النبوي وكونه كليم الله قد ضعف وأحجم عن الإقدام على مشاهدة بهاء الله.
وقد اتفق للعهدين التعرض لبعض أحوال الأنبياء عند الوحي والمكاشفة من تصرف الروح بهم على غير اختيارهم وسقوطهم لوجوههم ومقاساتهم الجهد والشدة كوقوع الغيبة والإغماء عليهم واضطرابهم وغير ذلك عند مشاهدة آثار الجلال والكبرياء.
فعن قول حزقيال لما رأى منظر شبه مجد الرب وخر على وجهه " حز 1 28 " فدخل في روح وأقامني على قدمي " حز 2: 2 "، وعن قوله أيضا فحملني الروح وأخذني وذهبت برا في حرارة روحي ويد الرب كانت شديدة على " حز 3: 14 ".
وأيضا وإذا بمجد الرب واقف هناك كالمجد الذي رأيته على نهر خابور
Page 47