Hubb Wa Jamal Cinda Carab
الحب والجمال عند العرب
Genres
تشبيه المرأة ببدر السماء
بدت لميس كأنها
بدر السماء إذا تبدى
قوله: «كأنها بدر السماء» في موضع الحال للمرأة، أي: بدت مشبهة البدر، و«إذا تبدى» ظرف لما دل عليه كأن من معنى الفعل، أي: برزت هذه المرأة كاشفة عن وجهها، كأنها قد أرسلت نقابها، ودل على هذا بقوله: «كأنها بدر السماء إذا تبدى»، وإنما فعلت ذلك إما للتشبيه بالإماء حتى تأمن السباء، أو لما تداخلها من الرعب. ومثله قول الشاعر:
ونسوتكم في الروع باد وجوهها
يخلن إماء، والإماء حرائر
لقاء فتى جميل الوجه في الجنة
ذكر المبرد عن أبي كامل، عن إسحاق بن إبراهيم، عن رجاء بن عمرو النخعي قال: كان بالكوفة فتى جميل الوجه، شديد التعبد والاجتهاد، فنزل في جوار قوم من النخع، فنظر إلى جارية منهن جميلة، فهويها وهام بها عقله، ونزل بالجارية ما نزل به، فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها، فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى، أرسلت إليه الجارية: قد بلغنى شدة محبتك لي، وقد اشتد بلائي بك، فإن شئت زرتك، وإن شئت سهلت لك أن تأتي إلى منزلي. فقال للرسول: ولا واحدة من هاتين الخلتين؛
إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ، أخاف نارا لا يخبو سعيرها، ولا يخمد لهيبها.
فلما أبلغها الرسول قوله، قالت: وأراه مع هذا يخاف الله، والله ما أحد أحق بهذا من أحد، وإن العباد فيه لمشتركون، ثم انخلعت من الدنيا، وألقت علائقها خلف ظهرها، وجعلت تتعبد، وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبا للفتى وشوقا إليه حتى ماتت من ذلك، فكان الفتى يأتي قبرها فيبكي عنده، ويدعو لها؛ فغلبته عينه ذات يوم على قبرها، فرآها في منامه في أحسن منظر، فقال لها: كيف أنت وما لقيت؟ قالت:
Unknown page