تمتمت عليات: مجرمة، أنت مجرمة!
فضحكت سمراء بقسوة، وقالت: الله يسامحك.
فقال حامد بحنق: من فضلك، أنا لا أسمح.
فقاطعته بقحة: تصور فتاة من أسرة شعبية، اضطربت أحشاؤها بجنين سهوا، وهي ...
فقاطعها بغضب: اذهبي من فضلك.
فواصلت حديثها: كيف تتصور بؤسها؟! وكيف تقدر صنيع من يخلصها من الجنين، ويرد إليها شرفها.
وجعل حامد يشير إليها بإصبعه مهددا، وقد أعجزته انفعالاته عن النطق، ثم قال: من الأفضل لك أن تذهبي! - تهددني؟ - نعم.
فسألت عليات متهكمة: ما رأيك يا عليات؟
لم تنبس عليات. وغلب الغضب والانفعال حامد، فخرس واربد وجهه بألوان قاتمة.
وضح أن عاصفة عاتية اجتاحته. وآمنت سمراء بأنها أصابت الهدف، وأنها أنهت مهمتها على خير وجه. وهمت بالقيام تحت تأثير خوف طارئ، ولكن حامد اجتاز أزمته، كبح انفعالاته، مرق منها باردا صلبا عنيدا. سأل المرأة: أأنت التي قمت بتلك الخدمة؟
Unknown page