فقالت: الشوارع في شبه ظلمة! - لا يمكن أن تفهمي شيئا أو تستنتجي شيئا. - المستقبل مليء بكافة الاحتمالات. - في مثل هذه الظروف يحسن العناية بكل دقيقة خالية من كارثة. - الأقاويل كثيرة جدا. - لو ضربت القاهرة، فستقوم القيامة. - مسكين أخي، ربنا يأخذ بيده!
فقال حسني حجازي بجدية: استدعي ابن أخي الأكبر أمس للتجنيد، أما أختي وهي أرملة غنية، فقد فعلت المستحيل لتجنب بكريها التجنيد، وذلك بإرساله إلى كندا كمهاجر. - كيف أمكنها ذلك؟
فضحك ضحكة قصيرة، وقال: تخيلي الأمر بنفسك! المهم أنه قتل في الأسبوع الماضي في حادث تصادم!
فندت عنها آهة تعجب، فقال حسني: اضحكي إن شئت!
فتساءلت: هل تنقصنا روح القتال؟ - زوار الجبهة يلمسون روحا عالية، ولكن الأهالي يعيشون في بلبلة!
ثم استدرك بنبرة يقين: ولا تنسي الفدائيين فهم معجزة هذه المرحلة!
ودق جرس الباب الخارجي، فمضى إليه باهتمام وهو يقول: أظنه أحمد رضوان، كوني شجاعة من فضلك!
28
شهدت فتنة ناضر اليوم الأخير للتصوير وحدها؛ إذ لم يكن لمرزوق دور في ذلك المشهد. وانتهى العمل حوالي منتصف التاسعة مساء، فتبودلت التهاني، وشربت أكواب الشربات، ووزع أحمد رضوان نقودا على العمال. ودعا فتنة إلى فنجان شاي في البوفيه، فغيرت ملابسها، ولحقت به، وجلسا معا يحتسيان الشاي، ويتناولان البسكوت. وساءلت نفسها أهي جلسة الوداع؟ وكانت ثمة أنباء نمت إليها عن أنه يعد مفاجأة في الوجوه الجديدة بقصد القضاء عليها، فلم تكترث كثيرا، مطمئنة إلى ما أحرزته من نجاح بين الجماهير. وفي الوقت نفسه تمنت لو تتفادى من تطاحن سخيف لا معنى له، تمنت أن يثوب إلى رشده إن يكن ذلك في الإمكان. وكان يلاحظها طيلة الوقت، فسألها: ترى فيم تفكرين؟
فأجابت بصراحة: كيف يمكن أن نظل أصدقاء؟
Unknown page