وكما تناول بعض الأدباء والحكماء العشق مقرونا بالفضائل والمحامد، كذلك لم يغفل بعضهم ذكره مشفوعا بالرذائل والنقائص.
فالعاشق عند بعضهم لا يصلح لأن يتخذ أمينا على الأسرار؛ لأنه لا يثق بكلامك كما أنك لا تثق بكلامه.
قال الحسين بن علي: «ثلاثة تذهب ضياعا: دين بلا عقل، ومال بلا بذل، وعشق بلا وصل.»
والعشق عند شكسبير أعمى، والعشاق لا يرون ما يرتكبونه من حماقات.
ومن مساوئ العشق أنه قد ينقلب إلى مقت وكراهية. يقول روسفوكولد: «من يتسرع في حب معشوقته لا يلبث طويلا حتى ينبذها ويتحول حبه لها إلى كراهية.»
ويحدثنا «بولو رليتون» عن إحدى قبائح العشق فيقول: «العشق مشغلة الكسول، وراحة العامل.» ويؤيده في ذلك ديو جينيس بقوله: «العشق شغل أهل البطالة.»
وقد سئل أفلاطون عن العشق فقال: «هو ما لا يعرض إلا لأهل الفراغ.»
والعاشق - وإن كان يعرف رغبته - لا يرى ما تقول به الحكمة، فيحلم وهو يقظان بما يساوره من شك. ويقول لنفسه أكاذيب كثيرة.
قال رجل لامرأة: «قد أخذت بمجامع قلبي، واستوليت على مهجتي وفؤادي، فلست أعشق سواك.» فأجابته قائلة: «إن لي أختا أبهى مني جمالا وأرق حديثا وأكثر جاذبية، وها هي ذي خلفي.» فالتفت الرجل وراءها، فقالت له: «يا كذاب! تدعي هوانا، وفيك فضل لسوانا!»
ولقد سأل الرشيد عن حقيقة العشق فقيل له: «أن يكون البصل منها، أطيب من المسك من غيرها.»
Unknown page