على أن هناك فرقا آخر، فالمحب لا يزداد شغفه بمحبوبه إلا كلما غاب عنه، مع أن العاشق يزداد تعلقه بمعشوقه كلما رآه.
ذلك لأن المحب يحب أن يرى سخطا وتبرما في حبه، أما العاشق فيميل إلى دوام الوصل والراحة في عشقه.
فلسان حال الأول يقول:
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا
فأين حلاوات الرسائل والكتب
أما لسان حال الثاني فيقول:
إذا لم يكن في الوصل روح وراحة
هجرت وكان الهجر أشفى وأسلما
وعلاقة العشق بالنظر مسألة مفروغ منها، فقد قال بعض العرب: «أول العشق النظر، وأول الحريق الشرر.» هذا وإن كان بشار بن برد يرى أن القلب يعشق قبل العين أحيانا.
قال أحد العشاق: «إن قلبي الذي رأى المئات من الفتيات، فما أحب واحدة منهن، ما إن رآك حتى آمن بالعشق من أول نظرة.»
Unknown page