وتؤمن نساء الطبقة الوسطى من الإنجليز بأن الفتاة التي تمر تحت أشجار اللبلاب دون أن يقبلها شاب، لا يمكن أن تحصل على زوج في تلك السنة.
ويرجع أصل هذه المعتقدات إلى الإسكندنافيين. وهناك قصة معروفة جديرة بالذكر تقول إن إله الشر قتل ذات يوم شابا جميلا بهراوة من خشب اللبلاب، ولكنه لما رأى جمال الفتى وبهاء طلعته، عطف عليه فأعاد إليه الحياة، ثم أهدى إلى إحدى الربات شجرة لبلاب وعاهدها على ألا يمس البشر بشر ما دامت أغصان الشجرة متباعدة لم تتصل، ولذلك تجدهم يربطون أغصان هذه الشجرة لئلا يتصل بعضها ببعض، ويقبل الشبان الفتيات عند عبورهن تحتها رمزا للصلح والخير.
ولبعض الممالك قوانين وضعت للقبلة خاصة؛ ففي أيسلندا مثلا، لا يجوز للرجل أن يقبل امرأة متزوجة، وهناك عقاب صارم لمن يخالف هذا القانون.
وفي نيويورك قانون يحرم تقبيل النساء في الطريق.
أما في باراغواي فيحق للرجل تقبيل أي امرأة عندما يعرفها بنفسه.
ومن العادات المتبعة في بعض بلاد إنجلترا في عيد الفصح، أن يتجول الشبان في شوارع المدن ستة ستة، أو ثمانية ثمانية في يوم الإثنين الذي يقع فيه العيد، لمداعبة من يتفق مرورهن من الغادات الحسان. فإذا وجدوا سيدة جميلة، التفوا حولها صائحين، وقبلها كل واحد منهم قبلة حارة. أما يوم الثلاثاء فيحدث العكس، إذ تتجول السيدات في الطرقات باحثات عن الشبان الحسني الوجوه؛ لتقبيلهم. وترجع هذه العادة إلى العصور الغابرة، وكان يقوم بها السوقة والأشراف على حد سواء.
من هذا يتضح أن للقبلة تاريخا غاية في القدم، وعقائد غريبة. كما أن لها علاقة وطيدة بالحب والهوى بصفة خاصة، ولله در بشارة الخوري حين أنشد قائلا:
ما كان أحلى قبلات الهوى
إن كنت لا تذكر فاسأل فمك
تمر بي كأنني لم أكن
Unknown page