إذن لقد ماتت من علمتني الجمال بجمالها الفتان، وأرتني خفايا الحب بثغرها البسام وطرفها الوسنان، ولقنتني معنى الحياة فأزهقت الحياة روحها .. ولكن:
ما حيلة العبد والأقدار جارية
الحب يوهب والأيام تنتهب «سيكي»! «سيكي»!
ما كنت أحسب قبل اليوم أن لدى
نصف النهار ضياء الشمس يحتجب
حياتك يا «سيكي» حياة قصيرة، ابتدأت بنهاية الليل وانقضت بانقضاء النهار، فكانت قطرة الندى التي سكبتها أجفان الظلام ثم جففها ملمس النور. كلمة لفظتها النواميس الأزلية ثم ندمت عليها فأعادتها إلى سكينة أبدية.
لؤلؤة قذف بها المد إلى الشاطئ، فجرفها الجزر إلى الأعماق.
زنبقة انبعثت من أكمام الحياة فسحقتها أقدام الموت.
فوق قبرك يا «سيكي» سوف ترفرف روحي كل ليلة مستأنسة بالذكرى، مرددة مع أشباح الوحشة نعي الحزن والأسى، نائحة مع الغصون على حبيبة كانت الأمس نغمة شجية بين شفتي الحياة، فأصبحت اليوم سرا صامتا في الأرض. «سيكي»! هل من الفجر انبعثت فأفلت؟ أم من الشمس هبطت فمت؟ «سيكي»! ما بالك لا ترقين لحالي ولا تجيبين على سؤالي؟
تسكن الريح وتبقى
Unknown page