الصحيح "الحجر الأسود من الجنة"١؟! فهل قبله بفلسفة صادرة منه، ليقول كما قال القائل بالنسبة لمسألة السائل: إن هذا كلام الله ونحن نقبله؟! هل يقول عمر: هذا حجر أثر من آثار الجنة التي وُعد المتقون فأنا أُقبله، ولست بحاجة إلى نص عن رسول الله ﷺ ليبين لي مشروعية تقبيله؟! أم يعاملُ هذه المسألة الجزئية كما يريد أن يقول بعض الناس اليوم بالمنطق الذي نحن ندعو إليه، ونسميه بالمنطق السلفي، وهو الإخلاص في اتباع الرسول ﵊، ومن استن بسنته إلى يوم القيامة؟ هكذا كان موقف عمر، فيقول: لولا أني رأيت رسول الله ﷺ يُقبلك لما قبلتك.
إذاُ الأصل في هذا التقبيل أن نجري فيه على سنة ماضية، لا أن نحكم على الأمور – كما أشرنا آنفا – فنقول: هذا حسن، وماذا في ذلك؟! اذكروا معي موقف زيد بن ثابت كيف تجاه عرض أبي بكر وعمر عليه جمع القران لحفظ القران من الضياع، لقد قال: كيف تفعلون شيئًا ما فعله رسول الله ﷺ؟!