Hobbit Wa Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Genres
8 (2) معركة الجيوش الخمسة
مع اعتبار هذه المبادئ التقليدية للحرب العادلة، دعونا نتساءل الآن إن كانت معركة الجيوش الخمسة لها ما يبررها. يمكن تقسيم السؤال الخاص بتبرير المعركة إلى جزأين؛ أولا: دعنا نتساءل هل كان لدى البشر أو الأقزام أو الجن مبررهم في الاقتتال على الكنز.
كان كل جيش تحت قيادة سلطة شرعية - فكان الأقزام تحت قيادة ثورين وداين، والبشر تحت قيادة بارد، والجن تحت قيادة ثراندويل - وبذلك يتم الوفاء بهذا المعيار. ولكن هل كانت ملاذا أخيرا؟ هل كانت الوسائل متناسبة؟ وهل كانت هناك فرصة للنجاح؟ في حالة البشر، تبدو الإجابة هي نعم؛ فقد تفاوضوا بحسن نية مع ثورين طويلا قبل اللجوء في النهاية إلى القوة، حتى إنهم استخدموا الأركنستون كورقة مساومة لمنع القتال.
وكما يشير ثراندويل، كان لدى قوات الجن والبشر مجتمعة فرصة ممتازة للفوز بالحرب، وبالنظر إلى أن رجال البحيرة كانوا بحاجة إلى نصيبهم من الكنز لإعادة بناء مدينتهم، كان ضرر الحرب سيصبح مبررا بحجة إعادة الإعمار (على الرغم من أنني أسلم بديهيا بأن مثل هذه الأمور من الصعب تحديدها). علاوة على ذلك، كما يشير بارد، كان جزء من الكنز قد سرقه التنين من جده جيريون حاكم ديل، وكان الأقزام هم من جلبوا هجوم التنين على مدينة البحيرة، وساعد رجال البحيرة الأقزام حين كانوا في حاجة للمساعدة؛ وكان بارد، وليس الأقزام، هو من ذبح التنين؛ ومن ثم قام بنقل الكنز.
يعد الجن حالة مختلفة قليلا؛ فبادئ ذي بدء، هم ليسوا مختلفين عن الجوبلن؛ فهم يظهرون للاستيلاء على الكنز؛ لاعتقادهم أنه بلا حراسة، ولكن بعد أن يصلوا ويرون محنة البشر، يغيرون رأيهم ويعرضون مساعدتهم. حتى ثراندويل، وهو ملك على «شعب طيب وعطوف»، يبدو أنه يعترف صراحة أنه لا ينبغي أن تخاض الحرب إلا بوصفها ملاذا أخيرا وفقط إذا كان بالإمكان الفوز بها.
9
فحين يقترح بارد مهاجمة الأقزام مع اقترابهم من الجبل، يقول ملك الجن ما يلي:
لسوف أتأنى طويلا قبل أن أبدأ هذه الحرب من أجل الذهب. لا يمكن للأقزام أن يسبقونا ما لم نشأ نحن ذلك، أو يفعلوا أي شيء لا يمكننا ملاحظته. دعونا نظل نتمنى أن يحدث شيء يجلب المصالحة. سوف تكون أفضليتنا في العدد كافية، إذا تحتم علينا في النهاية اللجوء للعنف البغيض.
10
يبدو موقف الأقزام، في المقابل، غير مبرر بالقدر ذاته؛ فلم يكن قتالهم بالتأكيد ملاذا أخيرا؛ إذ كان بإمكانهم ببساطة التخلي عن نصيبهم من الكنز الذي طلبه بارد المقدر بواحد على اثني عشر. في الواقع، يبدو أن الأسباب الأساسية لقتالهم هي الطمع والغرور، وبالتأكيد لا يدخل الأمران في عداد الأسباب العادلة. علاوة على ذلك، كان الأقزام هم من بدءوا العداوات الفعلية؛ فكما يقول جاندالف، لم يكن ثورين «يصلح لأن يكون رمزا مهيبا هكذا كملك لما تحت الجبال».
Unknown page