ضَعِيفَة كَمَا صرح بِهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عبد الْبر لَكِن يُمكن أَن يقوى بِتَعَدُّد طرقه وَيكون حسنا كَمَا جزم بِهِ ابْن كيكلدي العلائي وَفِيه تَخْصِيص حَملَة السّنة بِهَذِهِ المنقبة الْعلية وتعظيم لهَذِهِ الْأمة المحمدية وَبَيَان لجلالة قدر الْمُحدثين وعلو مرتبتهم فِي الْعَالمين لأَنهم يحْمُونَ مشارع الشَّرِيعَة ومتون الرِّوَايَات من تَحْرِيف الغالين وَتَأْويل الْجَاهِلين بِنَقْل النُّصُوص المحكمة لرد الْمُتَشَابه إِلَيْهَا
وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي أول تهذيبه هَذَا إِخْبَار مِنْهُ ﷺ بصيانة هَذَا الْعلم وَحفظه وعدالة ناقليه وَإِن الله تَعَالَى يوفق لَهُ فِي كل عصر خلفا من الْعُدُول يحملونه وينفون عَنهُ التحريف لَا يضيع وَهَذَا تَصْرِيح بعدالة حامليه فِي كل عصر وَهَكَذَا وَقع وَللَّه الْحَمد وَهَذَا من أَعْلَام النُّبُوَّة وَلَا يضر كَون بعض الْفُسَّاق يعرف شَيْئا من علم الحَدِيث فَإِن الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ إِخْبَار بِأَن الْعُدُول يحملونه لَا أَن غَيرهم لَا يعرف مِنْهُ شَيْئا انْتهى على أَنه قد يُقَال مَا يعرفهُ الْفُسَّاق من الْعلم لَيْسَ بِعلم حَقِيقَة لعدم عَمَلهم كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الْمولى سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ فِي تَقْرِير قَول التَّلْخِيص وَقد ينزل الْعَالم منزلَة الْجَاهِل وَصرح بِهِ الإِمَام الشَّافِعِي فِي قَوْله وَلَا الْعلم إِلَّا مَعَ التقي وَلَا الْعقل إِلَّا مَعَ الْأَدَب ولعمري إِن هَذَا الشَّأْن من أقوى أَرْكَان الدّين وأوثق عرى الْيَقِين لَا يرغب فِي نشره إِلَّا صَادِق تَقِيّ وَلَا يزهده إِلَّا مُنَافِق شقي
قَالَ ابْن الْقطَّان لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مُبْتَدع إِلَّا وَهُوَ يبغض أهل الحَدِيث
وَقَالَ الْحَاكِم لَوْلَا كَثْرَة طَائِفَة الْمُحدثين على حفظ الْأَسَانِيد لدرس منار الْإِسْلَام ولتمكن أهل الْإِلْحَاد والمبتدعة من وضع الْأَحَادِيث وقلب الْأَسَانِيد
وَعَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ الْعلم ثَلَاثَة آيَة محكمَة أَو فَرِيضَة عادلة أَو سنة قَائِمَة وَمَا سوى ذَلِك فَهُوَ فضل رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَللَّه در أبي بكر حميد الْقُرْطُبِيّ فَلَقَد أحسن فِي الْمقَال حَيْثُ قَالَ نظم
1 / 39