Ḥilyat al-awliyāʾ wa-ṭabaqāt al-aṣfiyāʾ
حلية الأولياء و طبقات الأصفياء
Publisher
مطبعة السعادة
Publisher Location
بجوار محافظة مصر
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ جَلَسَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَذَكَرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَتَكَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ سَمِعَ فِيهَا بِشَيْءٍ مِمَّا سَمِعَ، فَتَرَاجَعَ الْقَوْمُ فِيهَا الْكَلَامَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ صَامِتٌ لَا تَتَكَلَّمُ؟ تَكَلَّمْ وَلَا تَمْنَعَكَ الْحَدَاثَةُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، " إِنَّ اللهَ تَعَالَى وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَجَعَلَ أَيَّامَ الدُّنْيَا تَدُورُ عَلَى سَبْعٍ، وَخَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ سَبْعٍ، وَخَلَقَ أَرْزَاقَنَا مِنْ سَبْعٍ، وَخَلَقَ فَوْقَنَا سَمَاوَاتٍ سَبْعًا، وَخَلَقَ تَحْتَنَا أَرَضِينَ سَبْعًا، وَأَعْطَى مِنَ الْمَثَانِي سَبْعًا، وَنَهَى فِي كِتَابِهِ عَنْ نِكَاحِ الْأَقْرَبِينَ عَنْ سَبْعٍ، وَقَسَّمَ الْمِيرَاثَ فِي كِتَابِهِ عَلَى سَبْعٍ، وَنَقَعُ فِي السُّجُودِ مِنْ أَجْسَادِنَا عَلَى سَبْعٍ، وَطَافَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالْكَعْبَةِ سَبْعًا، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا، وَرَمَى الْجِمَارَ بِسَبْعٍ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ مِمَّا ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ، فَأُرَاهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَاللهُ أَعْلَمُ. فَتَعَجَّبَ عُمَرُ وَقَالَ: مَا وَافَقَنِي فِيهَا أَحَدٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَّا هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي لَمْ تَسْتَوِ شُؤُونُ رَأْسِهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله ⦗٣١٨⦘ عليه وسلم قَالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ»، ثُمَّ قَالَ: يَا هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤَدِّينِي فِي هَذَا كَأَدَاءِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ "
1 / 317