208

Hilyat al-awliyaʾ wa tabaqat al-asfiyaʾ

حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

Publisher

مطبعة السعادة

Publisher Location

بجوار محافظة مصر

«وَيَا أَخِي مَنْ لِي وَلَكَ بِأَنْ نُوَافِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا نَخَافُ حِسَابًا»
«وَيَا أَخِي لَا تَغْتَرَنَّ بِصَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَإِنَّا قَدْ عِشْنَا بَعْدَهُ دَهْرًا طَوِيلًا، وَاللهُ أَعْلَمُ بِالَّذِي أَصَبْنَاهُ بَعْدَهُ» رَوَاهُ ابْنُ جَابِرٍ وَالْمُطَعَّمُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سَيَّارٌ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: " خَطَبَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ابْنَتَهُ الدَّرْدَاءَ فَرَدَّهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ يَزِيدَ: أَصْلَحَكَ اللهُ، تَأْذَنُ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَهَا؟ قَالَ: «أَغْرِبْ وَيْلَكَ» قَالَ: فَائْذَنْ لِي أَصْلَحَكَ اللهُ، قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَخَطَبَهَا فَأَنْكَحَهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ الرَّجُلَ، قَالَ: فَسَارَ ذَلِكَ فِي النَّاسِ: أَنَّ يَزِيدَ خَطَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَرَدَّهُ، وَخَطَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَأَنْكَحَهُ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «إِنِّي نَظَرْتُ لِلدَّرْدَاءِ، مَا ظَنُّكُمْ بِالدَّرْدَاءِ إِذَا قَامَتْ عَلَى رَأْسِهَا الْخِصْيَانُ؟ وَنَظَرْتُ فِي بُيُوتٍ يُلْتَمَعُ فِيهَا بَصَرُهَا، أَيْنَ دِينُهَا مِنْهَا يَوْمَئِذٍ؟»
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ، ثَنَا أَبُو عَوْفٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: " وَقَفْتُ عَلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَأَنَا غُلَامٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَعَيْنَاهُ مَفْتُوحَتَانِ، وَأَنَا أَظُنُّ، أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيَّ، فَمَكَثَ طَوِيلًا ثُمَّ أَطْرَقَ فَقَالَ: مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَهُنَا يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: مُنْذُ طَوِيلٍ، قَالَ: أَنْتَ فِي شَيْءٍ، وَنَحْنُ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ - وَكَانَ لَا يَقُولُ: الْأَعْمَشَ - عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: «حَذَرَ امْرُؤٌ أَنْ تُبْغِضَهُ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرِي مَا هَذَا؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «الْعَبْدُ يَخْلُو بِمَعَاصِي اللهِ ﷿ فَيُلْقِي اللهُ بُغْضَهُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: «مُعَاتَبَةُ الْأَخِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ فَقْدِهِ، وَمَنْ لَكَ بِأَخِيكَ كُلِّهِ ⦗٢١٦⦘، أَعْطِ أَخَاكَ وَلِنْ لَهُ، وَلَا تُطِعْ فِيهِ حَاسِدًا فَتَكُونَ مِثْلَهُ غَدًا، يَأْتِيكَ الْمَوْتُ فَيَكْفِيكَ فَقْدَهُ، كَيْفَ تَبْكِيهِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَفِي حَيَاتِهِ مَا قَدْ كُنْتَ تَرَكْتَ وَصَلَهُ؟» رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، نَحْوَهُ

1 / 215