121

Hilyat al-awliyaʾ wa tabaqat al-asfiyaʾ

حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

Publisher

مطبعة السعادة

Publisher Location

بجوار محافظة مصر

عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَمِنْ طَبَقَةِ السَّابِقِينَ الْمُهَاجِرِينَ، الْمَعْرُوفِينَ بِالنُّسْكِ مِنَ الْمُعَمِّرِينَ، الْقَارِئُ الْمُلَقَّنُ، وَالْغُلَامُ الْمُعَلِّمُ، وَالْفَقِيهُ الْمُفَهَّمُ، صَاحِبُ السَّوَادِ وَالسِّرَارِ، وَالسِّبَاقُ وَالْبَدَّارُ، أَقْرَبُهُمْ وَسِيلَةً، وَأَرْجَحُهُمْ فَضِيلَةً، كَانَ مِنَ الرُّفَقَاءِ، وَالنُّجَبَاءِ، وَالْوُزَرَاءِ، وَالرُّقَبَاءِ. عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْمُكَلَّفُ بِالْمَعْبُودِ، وَالشَّاهِدُ لِلْمَشْهُودِ، وَالْحَافِظُ لِلْعُهُودِ، وَالسَّائِلُ الَّذِي لَيْسَ بِمَرْدُودٍ. وَقَدْ قِيلَ: " إِنَّ التَّصَوُّفَ مُشَاهَدَةُ الْمَشْهُودِ، وَمُرَاعَاةِ الْعُهُودِ، وَمُحَامَاةُ الصُّدُودِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ يُمِلُّ الْمُصْحَفَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، فَفَزِعَ عُمَرُ وَغَضِبَ وَقَالَ: وَيْحَكَ انْظُرُ مَا تَقُولُ، قَالَ: مَا جِئْتُكَ إِلَّا بِالْحَقِّ، قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّا سَمَرْنَا لَيْلَةً فِي بَيْتٍ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فِي بَعْضِ مَا يَكُونُ مِنْ حَاجَةِ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ خَرَجْنَا وَرَسُولُ اللهِ ﷺ يَمْشِي بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ إِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْتَمَتْ، فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ: اسْكُتْ، قَالَ: فَقَرَأَ وَرَكَعَ وَسَجَدَ وَجَلَسَ يَدْعُو وَيَسْتَغْفِرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «سَلْ تُعْطَهْ» ثُمَّ قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطِبًا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»، فَعَلِمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَيْهِ لِأُبَشِّرَهُ فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا أَبُو بَكْرٍ، وَمَا سَابَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ " رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ⦗١٢٥⦘ عُمَرَ، مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، وَزُهَيْرٌ، وَخَدِيجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ. وَرَوَاهُ عَاصِمٌ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ

1 / 124