تقع من المليحة التي سبتني موقعها مني فتزيل حنقها كما أزالت حنقي. أشعر في قرارة قلبي بالندم اللذاع حين أتمثل كل حسناته تجاه عيني.
ذلك العطف التام الذي أجزيه عنه بالجحود يكاد في كل لحظة يقتلني أسفا. وإني لأتخيل على الدوام صورته وهو يضع في أيدينا سلطانه المطلق، ويستمع لمشورتنا ويطرئها ويقول: «سأستبقي الامبراطورية أخذا برأيك، يا سنا، ولكني لا أستبقيها إلا ولك حصة فيها» أفي صدر هذا الرجل أستطيع إغماد الخنجر؟
آه! لا! ولو.. ولكنني، وا أسفاه، أعبد اميليا، وقد أقسمت أيمانا مغلظة على مقته، فكراهتها له تبغضه إلي، وأراني من الناحيتين أسيء إلى مجدي وإلى الآلهة. فأنا مرتكب ما ينكره ديني، أو قاتل ولي نعمتي. إني في الحالين لغادر.
مكسيم :
لم يتبين فيك قبل الآن هذا التردد. وكنت ثابتا على ما انتويت ولم يكن في ضميرك من وخز ولا في نفسك من ندم.
سنا :
لا يحس المرء ذلك إلا عند اقتراب الساعة ولا تتضح له أمثال هذه الجرائم إلا إذا انبسطت يده للعمل. تكون النفس مأخوذة بغرضها فتتعلق على غير هدى بأول فكرة. ولكن إذا حقت الحاقة فأي عقل لا يضطرب، بل أي عقل لا يرزح. وأظن بروتوس نفسه، مهما قيل في تمداحه، قد أراد العدول غير مرة عما تصدى له، وأنه قبل أن يضرب ضربته قد ساوره من ألم الضمير ما ساور وخامره من الندم ما خامر.
مكسيم :
كانت اريحتيه أعظم من أن يتردد، ولم تهم يده بالكنود
6
Unknown page