Hikma Khalida

Miskawayh d. 421 AH
112

============================================================

فلم قلتم ذلك * قال : إنما قلنا ذلك لأن الأساورة إذا تمهروا أدبناهم بقلة الخوف من الموت . فمن لم يتيقن أن أجله معلوم لم تشايعه (1) نفسه .

قيل له : كنا (2) سمعناكم تقولون : لا ينبغى لأحد أن يشك فى أربع خصال - فما هي9 - قال: أما واحدة ففي الله عز وجل، وأما الثانية فنى العمل بالخير، وأما الثالثة فى أنه لايستقيم ملك إلا بشريعة، وأما الرابعة ففى (120) قضاء (3) الملوك .

قال(4) : فما معنى قولكم : اغبطوا الناس باجتناب الذنوب لا بالغتى، ونحن نرى كثيرا ممن(5) يتجنب الذنوب فى ضروبلاء شديد، ونرى أهل الفتى فى دعة وحسن معيشة؟ - قال : إن الغى يصيب أهله منه فرحا قليلا وحزنا طويلا، وإن (6) الاجتناب من الذنوب يصيب أهله منه نصبة قليل وأمن طويل قيل : سمعناكم تقولون : إنما ينبغى الاجتهاد (2) فيما يقلل (8) الحزن عند الموت، لا فى الذى يزيد فى وجع الموت، فما الذى يزيد فى وجع الموت شدة؟ وما الذى ينقصه ؟ - قال : أما الذى يزيد فى وجع الموت شدة فالعمل باللهو والباطل ، وكثرة الأعداء ، وقلة أدب الأولاد . وأما الذى(4) ينقص من وجع الموت فالعمل الصالح والصديق الصالح وأدب الأولاد .

سئل : لم يسلم الإنسان نفسه للموت (10) ولا شىء أعز عليه منها؟ - قال : ليس(11) يفعل ذلك أحد إلا لأربع خصال: إما للشره ، وإما لخاقة (12) العار، وإما للدين، وإما للضرورة.

(1) ص: اتشايعه 2) ص: كنا نسمع سمعناكم، ط: قال كنا سمعناكم - وما اثيتناعن ف : (2) هنا اقحمت الورقة المنقولة عن موضعها ومى الورقة 19 وكان حقها ان يكون رقمها 11 (4) ف : قيل: ) ص: تجتب (ف: يجتنب (1) ص: وان اعل الاجتناب(2) ص: للاجتهاد (4) ص: ف : يقل (9) الذى : ناقصة (10) ط : وليس (11) ط : ليس احد يفعل ذلك الاو00 (12) ص: المخافة

Page 112