Hikayat Shaciriyya
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
Genres
ترك زبانية جهنم يعملون ويسبحون، ووضع تحت القدر مزيدا من الفحم والوقود، ثم تسلل مغادرا الجحيم، على أمل ألا يعود إليه أبد الآبدين.
6 (6) الطفل الذي سقط في البئر
كان الطفل الصغير - على عادة الأطفال - مشغولا باللهو واللعب والمرح. لم ينتبه إلى البئر المفتوح القريب منه، فوجد نفسه فجأة يسقط فيه.
صحيح أنه عندما سقط لم يصب بسوء، لكن الطفل هو الطفل، ولا بد من أنه شعر بالفزع والبرد الشديد في ذلك الثقب الرطب الكئيب. المهم أن البئر كان قريبا من البيت الذي يسكن فيه، ولم يكن عميقا على كل حال، ولذلك استطاع أن ينادي من مخبئه بصوت كله استعطاف ورجاء: أتوسل إليكم، ساعدوني على الخروج.
جاء الأب مسرعا، وجاء معه أخوه، وحضر كذلك أقرب جار، بل إن رجال الإطفاء أقبلوا أيضا، مع أنه لم يكن هناك نار ولا دخان. أخذوا ينظرون معا إلى الطفل الصغير المحبوس في الأعماق، سألوه بصوت واحد: ما الذي حدث وكيف وقعت فيه؟ تنهد الطفل وسأل: وكيف أخرج من هنا؟ هتف أبوه قائلا: أنت يا ولدي العجيب لا مبدأ لك. أما أخوه فضرب بيده على صدره، وقال على وجه التقريب: كنت أعلم على الدوام أن أخي سيئ الطباع.
وقال الجار بصوت لين حنون: لقد قذف زجاج نافذتي مرة بحجر صغير، أجل إنه ولد متوحش وشرير.
صاح الأب بصوت عال: اعترف يا ولد، لقد فعلتها وأنت عامد متعمد.
وأكمل أخوه بصوت خفيض: والسر في ذلك أنه تعود أن يسرق التفاح.
ومع أن فتحة البئر لم يكن يصعد منها نار ولا دخان، فإن رجال الإطفاء هددوا الطفل بالخرطوم الأسود الكبير.
نفد صبر الجميع ودمدموا بصوت عال وغليظ: اعترف بذنبك إذن، وإلا سلطنا عليك المياه، هتف الطفل الصغير: نعم، نعم، نعم. كان غطاء البئر مكشوفا، ولذلك سقطت فيه. صحيح أنني أعترف بذنبي، لكن الآخرين أيضا مذنبون.
Unknown page