فنظرا للدور التاريخي والأسطوري الذي لعبه التجاور الآري بالنسبة لتراثنا السامي منذ فجر التاريخ للشرق الأدنى القديم؛ أولى الكثير من الكتاب الكلاسيكيين العرب اهتماما كبير الحجم ملحوظا، شمل رقعة عريضة من التراث العربي بعامة، للتراث الآري بعامة والفارسي بخاصة، اكتمل فيما بعد في العصور الإسلامية.
وكان لعبد الله بن المقفع بالطبع الدور الطليعي في نقل عيون التراث الآري: كليلة ودمنة، كما ترجم إحدى الشهنامات تحت اسم «سير ملوك الفرس»، ونقطة بدئها - كما هو الحال عند الساميين من عرب وعبريين - قصة الخلق وبدء الخليقة منذ عهد جيومرت أو آدم الآري الفارسي «حتى عهد يزدجر بن شهريار».
كما يتبدى هذا التراث الأسطوري الإيراني في عيون الأخبار، والأخبار الطوال للدينوري، وتاريخ البلعمي، ومروج الذهب، والتنبيه والإشراف، وسني أو سير ملوك الأرض، وغرر أخبار ملوك الفرس، وكامل التواريخ الأثير، بالإضافة إلى كتابات ومؤلفات الطبري والمقدسي وابن قتيبة والمسعودي وحمزة الأصفهاني والبيروني، ثم الثعالبي في تاريخه الأسطوري الفولكلوري: سير ملوك الفرس، الذي سنتوقف عنده هنيهة.
وكالعادة يذكر الثعالبي أن جيومرت أول ملك من ولد آدم، كما أن شيث أول نبي من ولده، فذاك للرعاية وهذا للهداية، فلا خلاف عندهم في أن جيومرت هو أبو الفرس من العجم، ويزعمون أنه كان يسكن الجبال، وكان يقال له: كرشاه؛ أي ملك الجبال (كر بالفارسية هي جبل).
وكان ملك أوشهنج بن سيامك بن كيومرث، فهو أول من عمر الأرض.
وبعد أن هلك هوشنك بقيت الأرض بعده 300 سنة، إلى أن ملكها طمهورث أول من عمر، وجعل الكلاب لحراسة الغنم والمواشي، ورسم اتخاذ الجوارح للصيد، وركب إبليس وطار به:
وراكبا فيله
مستشرفا نفيسا
كأنه طمهورث
12
Unknown page