ومرت الأيام إلى أن أصبح العبد ملكا عن طريق حذر أو لغز تتردد تنويعاته كثيرا في الحكايات المصرية، وإلى حد في نظائرها العربية، وهو حلول طائر في فمه خيوط من الزمرد، وحطه على رأس العبد الذي أصبح ملكا حكم قومه إلى أن مات، وزار قبره موسى، وأخبره عن حاله فأخبره بأنه في نعيم دائم.
فمن سمات موسى في الشفاهيات السامية أنه دائم التواجد والحضور لإنصاف المظلوم والمقهور والمنكوب، كما أن له خاصية الخلود، مثله مثل مرافقه عبر الرحلات العبورية الخضر، إلا أن ما يميزه على الخضر وغيره من الشخصيات الطقسية هو خاصية ظهور الرب له وحواره معه، الذي قد ينم في بعض النصوص عن تقريع الرب له، كما في «موسى والزانية» التي حملت في الحرام ووضعت طفلا سفاحا في خلاء الجبال، وحرقت المولود وذرته في الهواء.
وفي بكور اليوم الثاني خرجت لموسى في خلا الجبال وجلست له في طريقه وسألته: «رايح فين؟» قال موسى: «رايح أقابل ربنا، عندي ميعاد معاه.»
فطلبت منه أن يسأل لها الإله كيف تتصرف بعد أن حملت حراما وولدت وحرقت ابنها، وعندما ينسى موسى - أو هو يتناسى - بدافع الحياء والخشية أن يسأل لها الرب ثلاث مرات، يبادره الرب ذاته في المرة الرابعة: «يا موسى، لما بني آدم يحملك أمانة توصلها لي، لم لا توصلها؟» وعندما برر له موسى خشيته، قال له الرب: «إنت اختشيت من البنت الزانية دي، وهيه ذنبها أخف من ذنب أمك.»
كما يحفظ هذا النص الشفهي
1 «موسى والزانية» الاسم العربي لوالد موسى «أبو بكر».
2
وحكايات موسى بشكل عام مع الخطايا والزانيات تنتهي، خاصة النص الذي أورده بكثرة الكتاب الكلاسيكيون العرب، مثل: الطبري والمقريزي والثعالبي عن الزانية الحامل التي استعان بها قريبه الغني صاحب الكنوز «التي تسد عين الشمس» قارون، لكي تواجه موسى يوما وهو يخطب في الناس في الأسواق قائلا: «لا تكذب، لا تزن.» وهنا تعترضه الزانية معرية بطنها وفرجها على رءوس الأشهاد ومواجهة بأنه «يخطب في الناس: لا تكذب، لا تزن، وابنك في بطني يا موسى.»
أما المرادف الشفاهي لهذا النص الذي جمعته من إحدى القرى المتاخمة لبحيرة قارون بالفيوم، فيرد على النحو التالي:
كان قارون صاحب بركة
Unknown page