من قَالَ كفر ينْقل عَن الْملَّة وَمِنْهُم من قَالَ لَا يَنْقُلهُ عَنْهَا فَمَتَى قَالُوا بِخلق الْقُرْآن وَغَيره من كتب الله تَعَالَى فقد قَالُوا بقول أقرُّوا بِكفْر قَائِله وَإِن أقرُّوا بهَا غير مخلوقة وَهِي مُتعَدِّدَة فقد بَطل قَوْلهم وان قَالُوا هى شَيْء وَاحِد غير مُتعَدِّدَة فقد كابروا وَيجب على هَذَا أَن تكون التَّوْرَاة هِيَ الْقُرْآن وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَأَن مُوسَى لما أنزلت عَلَيْهِ التَّوْرَاة فقد انْزِلْ عَلَيْهِ كل كتاب لله تَعَالَى وان نَبينَا ﵇ لما أنزل عَلَيْهِ الْقُرْآن فقد أنزلت عَلَيْهِ التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَأَن من قَرَأَ آيَة من الْقُرْآن فقد قَرَأَ كل كتاب الله تَعَالَى وَمن حفظ شَيْئا مِنْهُ فقد حفظه كُله وَيجب على هَذَا ان لَا يتعب اُحْدُ فِي حفظ الْقُرْآن لِأَنَّهُ يحصل لَهُ حفظ كل كتاب لله تَعَالَى بِحِفْظ آيَة مِنْهُ وَيجب أَن يكون النَّبِي ﷺ لما أنزل عَلَيْهِ آيَة من الْقُرْآن انْزِلْ عَلَيْهِ جَمِيعه وَجَمِيع التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَهَذَا خزي على قَائِله ومكابرة لنَفسِهِ وَيجب على هَذَا أَن يكون الْأَمر هُوَ النَّهْي وَالْإِثْبَات هُوَ النَّفْي وقصة نوح هِيَ قصَّة هود وَلُوط وَاحِد الضدين هُوَ الآخر وَهَذَا قَول من لَا يستحيي وَيُشبه قَول السوفسطائية وَقد بَلغنِي عَن وَاحِد مِنْهُم أَنه قيل لَهُ سُورَة الْبَقَرَة هِيَ سُورَة آل عمرَان قَالَ نعم وَإِن قَالُوا إِن كَلَام الله ﷿ هُوَ هَذِه الْكتب وَإِن التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْقُرْآن كَلَام الله ﷿ الْقَدِيم لَكِن لم ينزل مِنْهُ شَيْء على الْأَنْبِيَاء وَلَا هُوَ شي يحفظ وَلَا يُتْلَى وَلَا يسمع وَإِنَّمَا أنزل عِبَارَته كذبهمْ الْقُرْآن وَالسّنة وَإِجْمَاع الْأمة فَإِنَّهُ لَا خلاف بَين الْمُسلمين كلهم ان الْقُرْآن أنزل على مُحَمَّد ﷺ وان التَّوْرَاة انزلت على مُوسَى وَالْإِنْجِيل على عِيسَى وَالزَّبُور على دَاوُد وَالله ﷿ يَقُول ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيا لَعَلَّكُمْ تعقلون﴾
1 / 20