وذات مساء يرى الغريب قادما من ناحية الميدان.
يشق الحارة بلا توقف حتى يختفي في القبو، ثم يميل إلى الممر الضيق بين السور العتيق وبين سور التكية ويمضي نحو القرافة.
ويعلم يوسف المر بخبره، فينطلق في أثره حتى يغوص في ظلمة القبو.
وتمضي ساعة فيقلق الأب، ويذهب في أثر ابنه حاملا فانوسا لينير له الطريق مصحوبا ببعض عماله.
في القبو تترامى إليهم تراتيل الأوردة الأعجمية، آتية من التكية، وفي الساحة، وعلى ضوء الفانوس، يعثرون على يوسف المر مطروحا على الأرض وقد فارق الحياة.
ومع أن الطبيب الشرعي قرر فيما بعد أن الرجل مات بالسكتة، إلا أن قراره لم يحترم لحظة واحدة في حارتنا.
يهزون رءوسهم ويتمتمون: الرجل الغريب!
ولكن من الغريب؟ ولم قتل يوسف المر؟
هنا تتبادل النظرات وتتناجى الهمسات وتنداح في الجو موجة من الأسرار الخارقة.
الحكاية رقم «72»
Unknown page