Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
صاح فرخ البط: «سوف أطير إلى هذه الطيور العظيمة، وسوف تفتك بي لتجرئي على الاقتراب منها رغم قبحي. لكن هذا لا يهم؛ فمن الأفضل أن أقتل بأيديها عن أن ينقرني البط، أو يضربني الدجاج، أو تدفعني بقدميها الفتاة التي تطعم الدواجن، أو أتضور جوعا في الشتاء.»
ثم طار إلى الماء وسبح متجها إلى البجعات البديعات، التي ما أن لمحت الطائر الغريب حتى أسرعت لملاقاته بأجنحة ممدودة.
قال الطائر المسكين: «فلتقتلوني»، ثم أحنى رأسه لسطح الماء وانتظر الموت.
لكن ما الذي رآه في صفحة الماء الصافي تحته؟ رأى صورته. لم يعد طائرا رماديا داكنا، قبيحا وكريه المنظر، وإنما ذكر بجع رشيق وجميل.
ليست هناك مشكلة في أن يولد الطائر في عش بط في فناء مزرعة ما دام خرج من بيضة بجعة. الآن شعر بسعادة لما عاناه من حزن ومتاعب؛ لأنه منحه القدرة على أن يستمتع أكثر بكل البهجة والسعادة التي حوله؛ فقد راحت البجعات الكبيرات يسبحن حول الوافد الجديد وتربت على عنقه بمناقيرها، على سبيل الترحيب.
بعد قليل جاء إلى الحديقة بعض الأطفال الصغار، وألقوا بخبز وكعك في الماء.
صاح أصغرهم: «انظروا، يوجد طائر جديد.» وكان الباقون مسرورين، وجروا إلى أبيهم وأمهم، وهم يرقصون ويصفقون ويصيحون في مرح: «هناك بجعة أخرى جاءت؛ لقد جاء طائر جديد.»
ثم ألقوا بمزيد من الخبز والكعك في الماء وقالوا: «الطائر الجديد هو أجملهم جميعا؛ إنه صغير ومليح للغاية.» وأحنت البجعات الكبيرة رءوسها له.
حينها، شعر بخجل شديد وأخفى رأسه أسفل جناحه، إذ لم يدر ماذا يفعل؛ فقد كان سعيدا للغاية، إلا أنه لم يشعر بالزهو على الإطلاق. كان قد تعرض للاضطهاد والاحتقار لقبحه، والآن سمعهم يقولون إنه الأجمل بين كل الطيور. حتى شجرة البيلسان انحنت بفروعها في الماء أمامه، وسطعت الشمس دافئة ومتوهجة. ثم نفض ريشه، وقوس عنقه الرفيع، وصاح فرحا، من أعماق قلبه: «لم أحلم قط بمثل هذه السعادة حين كنت فرخ البط القبيح المذموم.»
زهور آيدا الصغيرة
Unknown page